رأس الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، أعمال القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية بالرياض، مشدداً على «رفضنا القاطع» لـ«الحرب الشعواء التي يتعرض لها أشقاؤنا في فلسطين». وتحدث الأمير محمد بن سلمان عن «كارثة إنسانية تشهد على فشل مجلس الأمن والمجتمع الدولي في وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية»، منتقداً «ازدواجية المعايير والانتقائية في تطبيقها».
وأكد قادة الدول العربية والإسلامية، في كلماتهم أمام القمة، إدانتهم ورفضهم القاطع للحرب الشعواء التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، والتي راح ضحيتها آلاف الضحايا المدنيين العزل من الأطفال والنساء والشيوخ.
وندد القادة الذين شاركوا، السبت، في القمة العربية الإسلامية الاستثنائية في العاصمة السعودية، بسياسة ازدواجية المعايير للتعامل مع القضية الفلسطينية، والانتقائية في تطبيق القوانين الدولية، الأمر الذي يهدد الأمن والاستقرار العالميَّين.
ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي مع الرئيس الإيراني قبيل بدء القمة العربية الإسلامية في الرياض (واس)
وخلال كلماتهم، طالب قادة الدول العربية والإسلامية بالوقف الفوري لإطلاق النار والعمليات العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة، وتوفير ممرات إنسانية لإغاثة المدنيين، وتمكين المنظمات الدولية الإنسانية من أداء دورها.
كما حذر القادة من أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية يعرّض المنطقة برمتها إلى صدام كبير يدفع ثمنه الأبرياء من الجانبين، وتطال نتائجه العالم كله، وأن تغيير المعادلة وحساباتها قد تنقلب بين ليلة وضحاها.
جهد جماعي وتحرك فعّال
أكد ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، أن انعقاد هذه القمة يأتي في ظروف استثنائية ومؤلمة، مشدداً على إدانة المملكة ورفضها القاطع «لهذه الحرب الشعواء التي يتعرض لها أشقاؤنا في فلسطين وراح ضحاياها الآلاف من المدنيين العزل ومن الأطفال والنساء والشيوخ، ودمرت فيها المستشفيات ودور العبادة والبنى التحتية».
تظاهرة لندن
شارك نحو 300 ألف شخص، السبت، في لندن في المظاهرة المؤيدة للفلسطينيين التي طالبت بوقف إطلاق النار في غزة، وفق ما أفاد متحدث باسم شرطة العاصمة البريطانية وكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت شرطة لندن عبر منصة «إكس» إن التحرك شكل «أكبر مسيرة» نظمت في العاصمة البريطانية منذ هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، الذي تواصل الدولة العبرية الرد عليه بقصف لا هوادة فيه لقطاع غزة، إضافة إلى عمليات برية.
ونزلت حشود كبيرة إلى شوارع العاصمة البريطانية في مظاهرة جديدة داعمة للفلسطينيين ومطالبة بوقف لإطلاق النار في غزة، بينما انتشرت الشرطة لمنع وقوع صدامات مع مظاهرة مضادة.
وانطلقت المظاهرة التي ينظمها «ائتلاف أوقفوا الحرب» تحت شعار «المسيرة الوطنية من أجل فلسطين»، بعد التوقف دقيقتي صمت تكريماً لقتلى الحروب البريطانيين في يوم «ذكرى الهدنة» أمام نصب القبر الفارغ التذكاري بوسط لندن.
ورفع المتظاهرون أعلاماً فلسطينية ولافتات تطالب بـ«وقف قصف غزة» بعد أكثر من شهر على هجوم غير مسبوق لحركة «حماس» على إسرائيل قُتل فيه أكثر من 1200 شخص، واحتجز نحو 240 آخرين رهائن، وفق إسرائيل. وترد إسرائيل بحملة عسكرية أودت بأكثر من 11000 شخص في غزة، وفق وزارة الصحة في القطاع الساحلي.
«كتائب القسام»
قال أبو عبيدة، الناطق باسم «كتائب القسام» الذراع العسكرية لحركة «حماس»، إنهم دمروا نحو 160 آلية إسرائيلية منذ بدء العملية البرية. وأوضح أبو عبيدة، في كلمة صوتية، اليوم السبت: «وثقنا تدمير 160 آلية إسرائيلية منذ بدء العملية البرية، منها 25 آلية خلال آخر 48 ساعة».
وأضاف أن «الآلة العسكرية الأميركية الإسرائيلية المزودة بمئات آلاف الأطنان المتفجرات تقوم بتدمير تدريجي لمائة متر أمامها بكل أشكال القصف بالطيران الحربي الذي لا يفرق بين مدني وعسكري». وتابع: «تتقدم الدبابات فوق الدمار فتواجه بمواجهات عنيفة واشتباكات ضارية تجبرها على تغيير مسارات التقدم، وينصب جنودنا الكمائن للقوات المتحصنة في البنايات المهدمة، ويستهدفون القوات الراجلة بالقذائف المضادة للأفراد».
ويشهد قطاع غزة قصفاً مكثفاً منذ الهجوم المباغت لحركة «حماس» وفصائل فلسطينية أخرى في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) على معسكرات ومستوطنات إسرائيلية، والذي أدى لمقتل 1200 شخص، وأسر أكثر من 200 في قطاع غزة.
وأعلنت إسرائيل عن بدء عملية برية في 31 أكتوبر (تشرين الأول)، وتتقدم القوات الإسرائيلية من 3 محاور في شمال قطاع غزة، واستطاعت هذه القوات عزل شمال القطاع عن وسطه وجنوبه. وتدور معارك في الشوارع المهدمة بين المقاتلين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية.