بقلم أنطونيوس جلوان
عندما تتكلم عن القمم العربية يراودني دائماً شعور الخيبة والخجل والاحباط.
جاء في مقالك ما يلي :
“القمة الدولية الرفيعة المستوى التأمت في القاهرة، كانت شبيهة بالقمم العربية السيِّئة الصيت، والقادة العرب باتوا يتهيبون القمم منذ أن قال في.. « المؤتمر السادس لجامعة الدول العربية الذي انعقد في «الرباط» سنة 1969 إثر حريق المسجد الأقصى في العشرين من آب سنة 1969. وقد إنتهى الاجتماع، كالعادة، إلى فشل ذريع تجلّت فيه بوضوح الخلافات المستحكمة بين الدول العربية. في اعقاب هذا المؤتمر ، قال الشاعر عمر أبو ريشة، كما ذكرت معاليك ،هذا البيت من الشعر الصارخ:
خافوا على العار أن يُمحى فكان لهم…. على الرباط لدعم العارِ مؤتمر.
وككل المؤتمرات وبعد عشر سنوات، أي في سنة 1979، وبناءً لطلب من الحكومة اللبنانية انعقد المؤتمر الثالث عشر في تونس، للبحث في الوجود الفلسطيني الذي استباح جنوب لبنان. وقد طلب في هذا الوقت، اسوةً بالدول العربية الشقيقة، وَقْفْ العمليات الفلسطينية انطلاقاً من لبنان ضد دولة إسرائيل وذلك بهدف تعطيل أو شلّ كل ذريعة إسرائيلية في قصف جنوب لبنان.
لكن ومع الأسف الشديد، في ذلك الوقت اصطفت «الحركة الوطنية» إلى جانب الفلسطينيين وآزرتهم ضد وطنهم، لا بل ساعدتهم على احتلال جنوبنا وقد سمِّي في ذلك الوقت بما يُعرف ب:»فتح لاند».فأصبح الفلسطيني يتحكم برقاب العباد. ورغم مجاهرة رئيس جمهوريتنا الآدمي، الياس سركيس ،برفض الوجود الفلسطيني لوطننا، إلا أن مواقفه لم تلقَ أذناً صاغية من رؤساء الدول العربية الأعضاء، ممّا ولّد الحسرة والاشمئزاز . فَعَلا الصراخ بين الرئيس الياس سركيس والموتور ياسر عرفات. ادّى هذا التلاسن الحاد، إلى موقف خبيث من قبل الرؤساء العرب إلى تأجيل القاء خطاب الرئيس اللبناني، الياس سركيس ،الى وقت لاحق.
لكن، على أثر ذلك المشهد، اختتم المؤتمرون أعمالهم ببيان غامض. لكن الرئيس اللبناني الياس سركيس ووزير خارجيته فؤاد بطرس، ابديا تحفظهما حيال هذا البيان المطاط والمريب. حسب المراقبين السياسيين يُقال بأن معظم المؤتمرات العربية، إن لم نقل جميعها، كانت تقريباً فاشلة.
أما الاجتماعات التي حصلت في المدة الأخيرة في القاهرة على أثر، «طوفان الأقصى «فحدِّث عنها ولا حرج. ونحن يا معالي الوزير لم يعد لنا ثقة بهذه المؤتمرات، ولا بقراراتها. وينطبق علينا المثل الشائع الذي مفاده:
“نحنا عمّن ننفِّخ على اللبن لأنّو الحليب كاوينا”.
فيا معالي الوزير، إذا فعلاً لفتتك «في القمة المصرية مداخلة الملك الأردني عبدالله الثاني، وهو يوجِّه كلامه إلى قادة الدول الغربية فقال :
“ لماذا تكون حياة الإنسان عندنا أقل قيمة من حياة الإنسان عندكم؟ “.
(هنا لا بد من الإشارة بأنني احلّل خطابك فقط أما بالنسبة لتساؤل الملك عبدالله، فانشاالله ، سيكون لنا كلام آخر بهذا الموضوع).
أتابع مع معاليك لاقول على مضمون حديث الملك وقد لفت انتباهك…
أما بالنسبة لي، فالذي يلفتني دائماً أن هنالك إصرار من شريحة لبنانية واسعة، قُهرت من منظمة التحرير الفلسطينية والصاعقة وجبهة التحرير الفلسطينية، على تحرير فلسطين التي هي قضية عربية، ومواجهة العدوان الإسرائيلي الذي يقوم دون أدنى شك، بتدمير غزّة متذرّعاً ومتحجِّجاً بعملية «طوفان الأقصى”. هل هذا ممكن أو منطقي وأنت تشير في مقالك إلى عجز العرب عن القيام بواجبهم تجاه استرجاع فلسطين،، فتقول : “بأن هناك 78 قراراً لمنظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن دعماً للحق الفلسطيني، قرارات من عمر الأمم المتحدة التي تأسست سنة 1945، وعلى مدى 78 سنة كانت وكأنها ما كانت، قرارات مكتوبة بالماء، والعين الإسرائيلية عمياء، والأذن الإسرائيلية صمّاء، لا تسمع إلا صوت المدفع، والمدفع لا يسمع صوت القانون الدولي، ولا صوت الضمير ولا صوت الحق. “
وكأني بك هنا أقرأ» تلميحاتك»الى وعد بلوفر آخر يكون ويلاً على لبنان وعلى شعب لبنان وعلى كل اللبنانيين، ينسينا، بلفور الأول لنصبح كلنا» بلفاريون”.
هنا أحب أن أذكِّر معاليك بأن جوزف الهاشم الإعلامي الهائل كتب في 28-9-سنة1976 متوجِّها بكلامه الفلسطينيين :
“ يا سادة، قضيتكم مع إسرائيل هي قضية حق ضد باطل…
وقضيتكم مع لبنان هي قضية باطل ضد الحق.
فإذا خسرتم في الحق، فهل تنتصرون في الظلم؟”. انطلاقاً من كلامك الدرر يا معالي الرفيق العزيز ،أسمح لنفسي بالتوجه، بمحبة لابناء وطني، لحزب الله أن لا يُغرقنا طوفان الأقصى بعيشنا وتنهار حياتنا، وبسلطتنا على بلدنا فنخسر ذاتنا ووطننا وتزول كل السلطات وسيؤدي بنا هذا الواقع إلى نزوح وتشرُّد لن يسلم أحداً من هذا الشر المرتقب. أما بالنسبة لقول ماو تسوتنغ وما باستطاعته على تحمُّلِه، فنحن بالتأكيد لا قدرة لنا على ذلك. فاولادنا، ربّيناهم طبقاً للمثل الشعبي القائل :»كل شبر بندر”. حسب خلفيتي الكتائبية تعلمت اشياءً جميلة بالحياة، ومنها شعار صوت لبنان، صوت الحرية والكرامة والشجاعة.
تعلمت أيضاً من رفاقي المناضلين بأن نكون كباراً في نجاحنا وان نعرف كيف نكون كباراً في معاناتنا.
بهذا السلوك الكتائبي نشأنا ومن خلال سلوك قادتنا عرفنا حقيقة أقدار الرجال وقِيَمِهِمْ وأخلاقهم.
حفظ الله لنا وطننا لبنان الحبيب ونجّاه من كل شرٍّ مبين ومن كل ذلّة قدم ناقصة وقاتلة.
نطلب من الله أن يساعدنا على إسترجاع سيادتنا على كل الأراضي اللبنانية ليعود لبنان بلد الحريات والفكر والعنفوان.