أنطوان القزي
لم يجرؤ الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط على الدعوة الى مؤتمر قمة عربية، فالإنقسام الذي حصل في اللقاء الدولي في القاهرة الذي دعا اليه الرئيس السيسي كان مخيِّباً ومحبطاً.
وكل الذين دعاهم عبد الفتاح السيسي انطلاقاً مما يعرفه عن مواقفهم السابقة، صدموه لأن ما بعد 7 اكتوبر ليس كما قبله، والجميع انقلبوا على ذواتهم، كأنهم يطبّقون المثل: «إقرأ تفرح، جرّب تحزن».
وأصاب السيسي من أصدقائه ما أصاب اللبنانيين والعرب من ماكرون ، وأيضاً ما أصاب أبناء الجالية العربية في أستراليا من أنطوني البانيزي.
فالرئيس الفرنسي، الذي قفز الى بيروت بعد انفجار المرفأ، فجأة تحوّل من وسيط الى طرف.. رأيناه يقفز الى إسرائيل داعماً ومعزياً ومشجعاً نتنياهو على قصف غزة.
ضرب ماكرون تاريخ فرنسا في الشرق الأوسط بعرض الحائط، ونسي يوم اوقف الرئيس شارل ديغول صفقة الميراج الى اسرائيل بعد اعتدائها على مطار بيروت سنة 1968.
أما عن صديقنا انطوني ألبانيزي، فحدّث ولا حرَج، فهو منذ كان في منظمة شباب العمال ، ثم في مقعد غرايندلر، ثم في زعامة الجناح اليساري في حزب العمال ، ثم زعيماُ للمعارضة العمالية الفيدرالية ، كان يكرّر اللازمة ذاتها :» حل الدولتين» والإعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني.. الى آخر المعزوفة.
عشية الإنتخابات الفيدرالية الأخيرة، حين راحت الإستطلاعات تعطي تقدماً للعمال.. إستدار البانيزي فجأة وتنصّل من تعهداته للفلسطينيين. وهو أخذ حزب العمال الأسترالي الى موقف مستجدّ عليه.
ارتبك حزبه وانتفض الوزيران اد هيوسيك وآن علي وشجبا قتل الأبرياء.
واليوم يقف أبناء الجالية العربية في أستراليا مصدومين لا بل مذهولين حين وجدوا أن الرجل الذي شكّلوا رافعته الانتخابية والشعبية يشكل اليوم رافعة لضرب قضيتهم الكبرى؟ّ.
وكما حوّل ماكرون الأم الحنون الى متنكّرة لأصدقائها ، جعل البانيزي مؤيدي حزب العمال مطيّة ليصل الى مواقفه المتنكرة لماضيه.