أذكر أن ( السيد كريس مينز ) زارني في مسجد الرحمان قبل شهر تقريبا من الانتخابات النيابية الماضية التي فاز فيها مع حزب العمال وبات بعدها رئيسا لحكومة الولاية.
يشهد من عرفني ( يا سيد كريس مينز ) طيلة السنين الماضية أنني منفتح على كل الناس والأحزاب والأديان والمذاهب والتيارات، وأنني تعمّدت تسمية مسجدنا
( مسجد الرحمان ) كي يبقى منبرا للوعي ومكانا يستقبل كل الناس بعيدا عن التعصّب الأعمى ويقدّم خدمة دينية اجتماعية انسانية لأبناء جاليتنا وأطياف المجتمع الأسترالي..
ولذلك أشير إلى أنني التقيت في رحاب ( مسجد الرحمان ) بالسيد كريس مينز من حزب العمال وبعض وزرائه ونوابه تماما كما التقيت بالسيد سكوت موريسون رئيس الوزراء السابق من حزب الأحرار وبعض وزرائه ونوابه ، وكنت قد قدّمت هدية له ( للسيد موريسون ) في بعض زياراته كتابا عن الاسلام والحوار في القرآن..
هذا المسجد ( مسجد الرحمان ) طالما كان ولا زال مكانا للقاء والحوار ونبذ العنف والإرهاب والتفرقة ومدّ اليد وانفتاح القلب والعقل على الآخرين. لقد استضفنا فيه عدّة جلسات للحوار الاسلامي المسيحي مع مطارنة مشرقيين ، كما عقدنا فيه لقاء معهم حول فلسطين وبمشاركة بعض الوزراء والنواب من حزب العمال ، حيث كنت أؤيد شخصيا سياسته الخارجية في مقاربة القضية الفلسطينية وخصوصا مؤتمر أدلايد.. ولذلك دعوت في بعض خطبي إلى انتخابه ، مع انفتاحي على الجميع ، وإلى دعمه من أجل الوصول إلى سدّة الحكم لأنه أقرب إلى تطلّعاتنا كجالية إسلامية..
بيد أني أشعر بالأسف لسياسة حزب العمال الحالية في إدارة ملف السياسة الخارجية ومقاربة الحرب الإسرائيلية على غزة وعلى الشعب الفلسطيني ، حيث نشاهد ويشاهد السياسيون الأستراليون كل المجازر البشعة التي ترتكبها الآلة الحربية الإسرائيلية المدمّرة التي قتلت آلاف الأبرياء من المسلمين والمسيحيين من الأطفال والنساء والمسنّين ، كما خرقت كل القوانين الدولية التي تجرّم وتحرّم قصف الكنائس والمساجد والمستشفيات وقتل المدنيين وقطع الماء والغذاء والدواء والكهرباء والوقود عن الناس ..
إنها جرائم حرب ( يا سيد كريس مينز ) ومع ذلك أتفهّم حجم الضغوط التي يمارسها عليك اللوبي الإسرائيلي الصهيوني الذي يحول بينك وبين التعبير عن مشاعرك الانسانية في إدانة المجازر بحق الشعب الفلسطيني ، والدعوة إلى إيقاف الحرب الشعواء..
ولكن ما لا أستطيع فهمه « يا سيد كريس مينز « أنك تحذّر أبناء جاليتنا الإسلامية من أن إقامة مجالس العزاء على شهداء لبنان وفلسطين ( يمكن أن يعدّ انتهاكا للقوانين الفيدرالية التي تحظر الإرهاب والعنف ) على حدّ قولك ..
هذه سابقة « يا سيد كريس مينز « لم يسبقك إليها أحد على حدّ علمي ، حيث صرت تبيح لنفسك منع الناس من ذرف الدموع على أقاربها في مجالس دينية تعقد لتلاوة القرآن واستذكار مسيرة الإمام الحسين (ع) الذي لا زلنا نحتفل بذكراه في كل مناسباتنا وعزائنا منذ 1400 سنة تقريبا، تماما كما يحتفل المسيحيون بيوم الجمعة العظيمة وقيامة المسيح … ( لا بأس بالعودة إلى قراءة إنجيل لوقا وبيلاطس البنطي )..
أذكّرك « يا سيد كريس مينز « أن الموت له حرمة والاحتفالات الدينية بالموت لها حرمة ولا ينبغي المساس بها ، وأذكّرك أن ( مسؤولا كبيرا في وزارة الدفاع الأمريكية قد صرّح يوم الاثنين بتاريخ 2-5-2011 أن صلاة الجنازة أقيمت على أسامة بن لادن على متن حاملة الطائرات الأمريكية كارل فينسون في بحر عمان قبل أن يتمّ إلقاء جثته في البحر وذلك عملا بأحكام الشريعة الاسلامية ..) موقع العربية 2-5-2011.
أعتقد « يا سيد كريس مينز « أن الولايات المتحدة الأمريكية تصنّف أسامة بن لادن إرهابيا ، ومع ذلك قامت بما يجب أن يقام على جنازة المسلم احتراما للإسلام ومشاعر المسلمين في العالم.
آمل « يا سيد كريس مينز « أن لا تندفع في سياستك التهويلية التخويفية التي تعيد انتاج خطاب ( الاسلاموفوبيا ) الذي يتقنه غيرك والذي لا يعكس سياسة حزب العمال المنفتحة على المسلمين فيما نعهده ، وآمل أن تترك مساحة للناس كي تعبّر عن مشاعرها الانسانية وعواطفها الداخلية أمام لحظة الموت والوفاة المؤلمة..
لذك أقول لك « يا سيد كريس مينز « : حافظ على البعد الانساني في سياستك ، واترك بصمة انسانية في تاريخك السياسي وتاريخ حزبك واعلم أن السلطة لن تدوم لك ، وأنها لو دامت لغيرك ما وصلت أو اتصلت إليك ..
وتقبل فائق احترامي
الشيخ يوسف نبها
إمام مسجد الرحمان / كينغزغروف
23-10-2023
تحذير مينز
وكان رئيس الوزراء كريس مينز حث المواطنين على أن يتذكروا أن الاحتفال بالإرهابيين وإحياء ذكرى وفاتهم يمكن أن ينتهك القوانين الفيدرالية التي تحظر الإرهاب والعنف.
وجاء تحذير مينز في أعقاب مسيرات واحتجاجات مؤيدة لفلسطين في سيدني، وتقارير إعلامية تفيد بأن الخدمات في المساجد تتذكر ثلاثة من مقاتلي حزب الله كشهداء.
وقال إن حزب الله، على سبيل المثال، تم تصنيفه كمنظمة إرهابية من قبل الحكومة الأسترالية.
وقال: «على أي شخص يتطلع إلى تنظيم احتجاج، أو حفل إحياء ذكرى، أن يكون حذرًا من أنه لا يحتفل بمنظمة تم تصنيفها على أنها منظمة إرهابية من قبل حكومة الكومنولث”.
“ربما تنتهك القوانين المعمول بها على المستوى الفيدرالي.”
وفي تجمع حاشد في سيدني يوم السبت، هتف حشد من الناس «تحيا الانتفاضة» و»المقاومة مبررة عندما يتم احتلال فلسطين”.
وتم تحذير الحشد من الاحتجاج السلمي وعدم حرق الأعلام وتغطية وجوههم وتجنب التصريحات المعادية للسامية والعنصرية.
ووفقا لتقارير نشرتها صحيفة ذا أستراليان، استذكر أحد مساجد سيدني يوم السبت ثلاثة من مقاتلي حزب الله الذين لقوا حتفهم في لبنان الأسبوع الماضي باعتبارهم «شهداء». ولم تتمكن صحيفة هيرالد من التحقق مما إذا كانت الخدمة باللغة العربية تحتوي على التعليقات.
و القتلى، وهم طه عباس عباس وعلي مرمر وحسام إبراهيم، من نفس المنطقة في جنوب لبنان التي ينحدر منها المصلون الذين يزورون مسجد الرحمن في كينغسغروف بجنوب غرب سيدني.
وبحسب ما ورد قُتل اثنان من الرجال في غارة شنتها طائرة بدون طيار تابعة للجيش الإسرائيلي أثناء قيامهم بإطلاق قذائف الهاون على إسرائيل من جنوب لبنان.
وأفادت صحيفة «الأستراليان» أن الصلاة في مسجد الرحمن للقتلى قالت إن الرجال قتلوا أثناء «الجهاد”.
وفي مؤتمر صحفي يوم الأحد، سُئل مينز أيضًا عما إذا كانت هناك معارضة في جنوب غرب سيدني بشأن دعم الحكومة النشط لإسرائيل.
“لا أستطيع التحدث نيابة عن عشرات الآلاف، إن لم يكن مئات الآلاف من الأشخاص. أظن أن هناك مجموعة واسعة من وجهات النظر. في مدينة كبيرة مثل سيدني وولاية كبيرة مثل نيو ساوث ويلز، هذا ما تتوقعه في كل مدينة كبرى «تلتزم الحكومة بالقرارات التي تتخذها، سواء فيما يتعلق بالسلامة العامة أو النظام العام، فضلاً عن ونعرب عن تعاطفنا وقلقنا الحقيقي إزاء مقتل العديد من المدنيين الإسرائيليين الأبرياء، نتيجة لذلك النشاط الإرهابي الذي وقع قبل بضعة أسابيع.
ولم يتسن الحصول على تعليق من مسجد الرحمن