كلمة رئيس التحرير / أنطوان القزي
هايتي دولة الفوضى والعصابات والإضطرابات الدائمة، استطاعت أن تلفت أنظار العالم وتستحصل على قرار أممي لأمر يتعلّق بشؤونها الداخلية.
فقد صوّت مجلس الأمن، الاثنين، على قرار بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة يسمح بنشر «البعثة متعددة الجنسيات للمساعدة الأمنية» في هايتي لمدة عام لمساعدة السلطات على لجم أعمال التي العنف التي ترتكبها العصابات، وعلى إحلال الأمن لكي تتمكن الدولة الكاريبية المضطربة من إجراء انتخابات طال انتظارها.
وسيُسمح للقوة بتقديم الدعم العملياتي للشرطة الوطنية في هايتي، التي يبلغ عدد أفرادها نحو 10 آلاف عنصر فقط في بلد يزيد عدد سكانه على 11 مليون نسمة. وعلاوة على ذلك، تعاني الشرطة المحلية نقصاً في التمويل والموارد.
..في لبنان يعاني الجيش وقوى الأمن من نقص فاضح و بالكاد تستطيع الدولة تأمين لقمة العسكر، في ظلّ هروب عناصر من قوى الأمن من السلك سبقتنا هايتي ووجدت مَن ينظر في أمرها..
وستساعد القوة الدولية في بناء قدرات الشرطة المحلية «من خلال تخطيط وتنفيذ عمليات دعم أمني مشتركة في إطار عملها على مكافحة العصابات وتحسين الظروف الأمنية في هايتي»، فضلاً عن المساعدة أيضاً في تأمين «مواقع البنية التحتية الحيوية ومواقع العبور مثل المطار والموانئ والتقاطعات الرئيسية»، بعدما سيطرت عصابات قوية على الطرق الرئيسية من العاصمة إلى المناطق الشمالية والجنوبية، ما أدى إلى تعطيل إمدادات المواد الغذائية والسلع الأخرى.
ويتيح القرار للقوة «تبني تدابير مؤقتة عاجلة على أساس استثنائي» لمنع وقوع خسائر في الأرواح ومساعدة الشرطة المحلية في الحفاظ على السلامة العامة..
ألا يتطابق هذا النص تماماً مع الوضع في لبنان.. والعين التي رأت هايتي ، لماذا لا ترى الوطن الصغير؟!.
ووفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة، جرى الإبلاغ عن مقتل أكثر من 2400 شخص منذ مطلع العام الحالي حتى 15 أغسطس (آب) الماضي، بالإضافة إلى إصابة 902، وخطف أكثر من 950 شخصاً. ونزح أكثر من 200 ألف آخرين بسبب أعمال العنف. ويندد القرار بـ«ازدياد العنف والنشاطات الإجرامية وانتهاكات حقوق الإنسان التي تقوض السلام والاستقرار والأمن في هايتي والمنطقة، بما في ذلك عمليات الخطف والعنف الجنسي والجنساني والاتجار بالأشخاص وتهريب المهاجرين»، بالإضافة إلى «جرائم القتل، والقتل خارج نطاق القانون، فضلاً عن تهريب الأسلحة».
يا أهل الخير، هايتي فرانكوفونية ونحن فرانكفونيون، فلماذا تصرفون أنظاركم عن عصاباتنا؟.
وسعر الغورد الهايتي ليس أفضل من سعر ليرتنا؟!
وفي لبنان يا محسنين، أكثر من مليوني لاجئ، في وطن يعيش نصف سكانه على رغيف واحد في اليوم، وفيه جوع ( على مدّ النظر) وفقر على مدّ الدموع ، وخطف وموت وقتل على مدّ الساعات، وفي لبنان عصابات في كل مكان، تخرج من الباب وتدخل من النافذة، وهذه العصابات (النافذة) هي عينها تمنع أنظار العالم عن رؤية ما يحصل عندنا.
العام الماضي حسدنا الصومال على تنظيم انتخابات ديموقراطية، واليوم نحسد هايتي على استصدار قرار من مجلس الأمن.
وبعد من ينقذنا من عصاباتنا؟!