أنطوان القزي
من جبل المصالحة يوم الجمعة 8 أيلول الجاري الذي قاده الى شانيه والباروك وبيت الدين وبعقلين والمختارة إستكمالاً لما أرساه المثلث الرحمة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير سنة 2001، الى جبل الإغتراب اللبناني في استراليا أمس الجمعة.
وبين الجبلين يحمل سيد بكركي مار بشارة بطرس الراعي جبالاً من هموم وطنه ومعاناة شعبه وإخفاقات سياسييه، ليجد نفسه يحارب على جبهات كثيرة من على المنبر الديني: جبهات السياسة في غياب من يجب ان يربط خيله في بعبدا، وجبهات الإدارة في غياب من يجب ان يكون اليوم حاكماً لمصرف لبنان وقريباً على جبهات العسكر في ظل شغور قيادة الجيش.
وفي المجتمع، لا تنقطع صرخات الراعي، من عظات الأحد الى جولاته على المناطق منبّهاً ومحذّراً حيث لم يعد هناك معنىً لعبارة «دق ناقوس الخطر» ولا لكلمة (عيب) التي هجرت قاموس الإنسانية في لبنان لأن معظم الذين يتوجه اليهم البطريرك هم صم وبكم وعميان. وباتت النواقيس تصدح فقط لصخور الوديان وليس للأنام.
يسوس البطريرك أمور كنيسته الدينية والرعوية ويداه تتلظيان جمراً وقلبه يتحرق أسى على شعب باعه يوضاسيو السياسة واقترعوا على ثيابه وهو حيّ.
أصوات كثيرة تطلب من البطريرك ان يحسم وأن يصرخ ويقرر، لكن الأمور ليست بهذه البساطة في بلد العقد والمكائد والحسابات المتناقضة و(إللي بيعرف بيعرف.. واللي ما بيعرف كف عدس).
ثقيل حمل بكركي، وثقيل جداً حمل ساكنِها، فعليه تقطيع الأزمات بالتي هي أحسن، وعليه ان يتحمل الإنتقادات بوجه حق وبغير وجه، وعليه ان يوصل ما انقطع ويخفف الوجع ويحد من الغلواء، وعليه ان ينطق بلسان كل الذين يشكون ويتألمون ويعانون، وهو مجرّد من العصا التي يضرب تجار الهيكل.
يرى الناس ان البطريرك هو المسؤول وهو راعي القطيع، ولكنهم لا يدركون ان الواقف فوق يرى الأمور بغير ما يراها الواقفون تحت.
موارنة البطريرك أمبراطورية لا تغيب عنها الشمس، بنوا ناطحات وأمجاداّ تكاد تلامس الشمس.. لكن هذه الشمس تكاد تغيب في مسقط رؤوسهم؟!.
أعان الله البطريرك..عسى أن تحفّف أستراليا من عبء أثقاله.