أدى الزلزال الأقوى منذ 1960، الذي ضرب المغرب فجر أمس الأول، إلى مقتل أكثر من ألفي شخص 2012( قتيلاً ) وإصابة أكثر من ألفين آخرين وتدمير منازل في القرى الجبلية النائية، حيث تحفر فرق الإنقاذ وسط الأنقاض بحثاً عن ناجين، في أعنف زلزال تشهده المملكة منذ أكثر من ستة عقود.
وضرب الزلزال منطقة جبال الأطلس الكبير بالمغرب في وقت متأخر من ليل الجمعة وألحق أضراراً بمبانٍ تاريخية في مراكش، أقرب مدينة إلى مركز الزلزال، في حين تقع المناطق الأكثر تضرراً في الجبال القريبة.
كارثة
وهذا الزلزال هو الأسوأ من حيث عدد الضحايا في المغرب منذ 1960 عندما ضرب زلزال يُعد الأعنف في تاريخ البلاد مدينة أغادير مما أسفر عن سقوط نحو ثلث سكان المدينة ضحايا فضلاً عن تشريد عشرات الآلاف ووقوع خسائر مادية جسيمة. كما وقع الزلزال على عمق 18.5 كيلومتراً، وقال الخبراء إنه قوي بشكل غير معتاد بالنسبة للمنطقة.
وقالت وزارة الداخلية إن 1037 لقوا حتفهم، بينما أصيب 1204 في الزلزال الذي حددت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية قوته عند 6.8 درجات ومركزه على بعد نحو 72 كيلومتراً جنوب غربي مراكش. وذكرت وزارة الداخلية أن الحصيلة المؤقتة للفاجعة بلغت 1037 قتيلاً و1204 جرحى، من بينهم 721 في حالة حرجة.
وفي قرية أمازميز القريبة من مركز الزلزال، رفع عمال الإنقاذ الأنقاض بأياديهم العارية. وقال ساكن يدعى محمد «عندما شعرت بالأرض تهتز تحت قدمي وبالمنزل يميل، أسرعت لإخراج أطفالي. لكن جيراني لم يتمكنوا من ذلك». وأضاف «للأسف لم يُعثر على أحد على قيد الحياة في تلك العائلة. تم العثور على الأب والابن ميتين ولا يزالون يبحثون عن الأم والابنة».
الأرض تهتز
وأثر الزلزال، الذي وقع حوالي الساعة الحادية عشرة مساء بالتوقيت المحلي (2200 بتوقيت غرينتش)، على مساحة كبيرة في منطقة جبال الأطلس الكبير.
وذكر تلفزيون آر.تي.في.إي الإسباني أن الهزات الناجمة عن الزلزال شعر بها سكان في مدينتي ولبة وجيان في إقليم الأندلس بجنوب إسبانيا.
وأظهرت مقاطع التقطتها كاميرات بالشوارع في مراكش اللحظة التي بدأت فيها الأرض تهتز حين نظر رجال فجأة حولهم وهبوا من أماكنهم، بينما ركض آخرون للاحتماء في أحد الأزقة ثم فروا بعد أن تساقط الغبار والحطام حولهم. وفي مراكش حيث سقط العديد من القتلى، أمضى السكان ليلتهم في العراء خائفين من العودة إلى منازلهم. وسقطت مئذنة مسجد في ساحة جامع الفنا، وهي قلب المدينة القديمة في مراكش المدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) للتراث العالمي.
تقرير
وتدفق الجرحى إلى مراكش من المناطق المحيطة لتلقي العلاج.
وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي من منطقة مولاي إبراهيم، التي تبعد نحو 40 كيلومتراً جنوبي مراكش، عشرات المنازل التي انهارت عند سفح جبل وسكان يحفرون قبوراً بينما وقفت مجموعات من النساء في الشارع. وقال منتصر إتري أحد سكان قرية أسنى الجبلية القريبة من مركز الزلزال إن معظم المنازل هناك تضررت. وأضاف أن «جيراننا تحت الأنقاض ويعمل الأهالي جاهدين على إنقاذهم باستخدام الوسائل المتاحة في القرية».
وبالقرب من تارودانت، قال المدرس حميد أفكار إنه فر من منزله وشعر بهزات ارتدادية أعقبت الزلزال. وأضاف «اهتزت الأرض لمدة 20 ثانية تقريباً. الأبواب فتحت وأغلقت من تلقاء نفسها عندما نزلت من الطابق الثاني إلى الطابق السفلي».
تكاتف
وانهارت بعض المنازل في المدينة القديمة بمراكش حيث يعمل الناس جاهدين لرفع الأنقاض بأيديهم بينما ينتظرون وصول المعدات الثقيلة حسبما ذكر أحد السكان. وفي الرباط، على بعد حوالي 350 كيلومتراً شمالي إيغيل، وفي بلدة إمسوان الساحلية، على بعد حوالي 180 كيلومتراً غرباً، فر السكان من منازلهم أيضاً خوفاً من حدوث زلزال أقوى.
وفي الدار البيضاء التي تبعد نحو 250 كيلومتراً إلى الشمال من إيغيل، كان الناس الذين أمضوا الليل في الشوارع خائفين للغاية من العودة إلى منازلهم. وقال أحد السكان «المنزل اهتز بشدة وكان الجميع خائفين… اعتقدت أن منزلي فقط هو الذي كان يهتز لأنه هش وقديم.. سمعت الناس يصرخون وخرج الجميع من منازلهم».