لطالما تعوّد الإعلام في الشرق الأوسط على تحميل الإمبريالية والشيطان الأكبر مسؤولية كل ما يحصل من مساوئ في بلدان الشرق الأوسط،
مطلع هذا الأسبوع ، رحت أفتش عن الشيطان الأكبر في عدة أحداث شهدتها مدن عربية وإيرانية!.
تستيقظ عند الصباح، فتسمع عبر المذياع أن السلطات الإيرانية أغلقت متنزهاً ترفيهياً ضخماً في مدينة مشهد، شمال شرقي إيران، لسماحه بدخول نساء غير محجبات.
ويُعرف المتنزه بأنه «أحد أكبر المتنزهات المائية المغطاة في العالم» بمساحة 60 ألف متر مربع.
مع ذلك، يزيد عدد النساء اللواتي يخرجن من دون حجاب في المدن الكبيرة منذ نحو عام، خصوصاً بعد حركة الاحتجاجات التي أعقبت وفاة مهسا أميني في 16 سبتمبر (أيلول) خلال توقيفها بدعوى سوء الحجاب.
وفي الأشهر الأخيرة، أُغلق الكثير من المتاجر والمقاهي والمطاعم، لبضعة أيام في أكثر الأحيان، لعدم التزامها بحظر ارتداء الحجاب.
وعند الظهيرة تقرأ أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تتوقع وصول أكثر من 1.8 مليون شخص من السودان إلى 5 دول مجاورة بحلول نهاية العام.
وطالبت المفوضية بجمع مليار دولار لمساعدة الفارين، في غمرة تقارير عن ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات.
وعند المساء تقرأ أن السويداء في جنوب سوريا، شهدت أكبر تظاهرة مناهضة للنظام منذ بدء الاحتجاجات التي انطلقت قبل نحو أسبوعين بمشاركة نحو ألفي شخص.
والى جانبه خبر يتحدث عن معارك عنيقة في شوارع كركوك بعد احتكاك بين مواطنين كرد وقوات أمنية على خلفية مظاهرة طالبت بإخلاء مقر أمني لصالح الحزب الكردي الحاكم في إقليم كردستان، وقتل وأصيب العشرات قبل أن تفرض السلطات حظر التجول، وتقرر المحكمة الاتحادية تجميد قرار إخلاء المبنى.
وقبل أن تخلد الى النوم تطالعك عناوين مثل:»نقلابيو اليمن يستهدفون مراكز علوم شرعية ودور قرآن».
«مخاوف لبنانية من تحول النزوح إلى «احتلال مقنّع و «توقّع وصول مليون نازح سوري إضافي الى لبنان بطريقة غير شرعية».
ثم تقرأ «أن مخيّم عين الحلوة هو على فوّهة بركان»؟!.
رحتُ أفتش عن الشيطان الأكبر في هذه المشاهد ولم أعثر عليه، لكنني اكتشفتُ كمّاً كبيراً من الشياطين المحلية تعيث فساداً في مصالح شعوبها وتحاول إلباس الشيطان الأكبر ما تقترفه أيديها..
هل تذكّرتم قصّة «راجح الكذبة» في «بياع الخواتم»؟!.