أرفض تدخّل الدولة في البرامج الدينية للمدارس لأنها تتنافى مع حرية المعتقد
منذ 27 سنة يقف خلف المذياع ولا يزال في حماس اليوم الأول. شهد إنجازات وتحولات كثيرة في الجالية وقابل كل شرائح المجتمع.
هو إعلامي متمرس وأديب مرهف، له محطات ومواقف في كل المفاصل. وهو من مؤسسي إذاعة الصوت الإسلامي في لاكمبا ومن المؤمنين بأن المواطنين هم سواسية أمام القانون وفي الحقوق وفي الواجبات بصرف النظر عن ألوانهم وعقائدهم.
إبراهيم الزعبي، تختلف معه أو تتفق، يبقى الإعلامي اللبق الذي يجادل ويحاور ويناقش مع دوام إحترامه للآخر وآرائه.
زار مكانب «التلغراف»، تحدث عن الإعلام ودوره وعن العنصرية والمثلية والحرية الدينية في المدارس.
إبراهيم الزعبي من مواليد طرابلس لبنان سنة 1952 منطقة باب الرمل.
تابع دروسه الإبتدائية والتكميلية في كلية التربية والتعليم الإسلامية، وهي مدرسة خاصة سبق ودرس فيها الرئيسان االراحلان رشيد كرامي وأمين الحافظ.
تابع إبراهيم دروسه الثانوية في ثانوية الحدادين في طرابلس وفي صف البكالوريا القسم الأول غادر الى استراليا التي وصل إليها في 16 أيار 1970سنة .
كان والد إبراهيم المرحوم أحمد سافر الى استراليا مع ابنه عمر في بداية سنة 1970 وبعد أشهر تبعهما إبراهيم. ولدى وصوله الى سيدني عمل في مصلحة القطارات وبقي فيها حتى سنة 1996.
بعد ذلك التحق بإذاعة الصوت الإسلامي في لاكمبا سنة 1997 وهو كان أحد مؤسسيها يوم إنطلقت من رحم المجلس الإسلامي لولاية نيو ساوث ويلز في عهد علي رودة.
في الإذاعة، يطل إبراهيم عبر برنامجه الصباحي «صباحيات» منذ 26 سنة بين الثامنة والنصف والعاشرة والنصف صباحاً بصورة يومية.
وتطل ايضا عبر البرنامج المذيعة رانيا البرجاوي.
ويومياً هناك نشرة أخبار ثلاث مرات يعدها محمد العقاد.
وكل ثلاثاء هناك برنامج إنكليزي للشبيبة.
مع مقابلات دورية وبرامج رياضية وثقافية وأناشيد دينية ونقل صلوات الجمعة كل أسبوع من مسجد لاكمبا مع الدروس التي تحصل في شهر رمضان.
يقرأ إبراهيم عبر برنامجه الأخبار الاسترالية أولاً ثم الأخبار العربية والعالمية مع مقابلات محلية ومتفرقات عامة.
ومن وقت الى آخر يفتح الهواء للمستمعين عبر برنامج «توك باك». وعن هذا البرنامج يقول إبراهيم: «للأسف، جاليتنا لم تصل بعد الى فقه الحوار او الحديث على الإذاعة والنقاش الذي يحترم رأي الآخر. بينما الاسترالي يطلع على الهواء ويناقش لب الموضوع ويبدي رأيه ولا (يتفصحن).
وأذكر في إحدى المرات كاد النقاش يسبب مشكلة مذهبية كبيرة، واحتاج الأمر فترة كبيرة قبل أن نستطيع معالجة الموضوع.
فالبعض في جاليتنا يقلل من قيمة الآخر أو يسخر منه، ووردت عبارات كثيرة على الهواء نأنف عن ذكرها اليوم ولكن نذكر (أنا بعرف أصله وفصله، قللو يسكت هيدا) أو (مين طلّعو هيدا على الهوا، مبارح كان عم بيبيع خضرة).
يقول إبراهيم: «قابلت أناساً يصيبون الهدف، حديثهم يكون محصوراً بالموضوع الذي نثيره، وهناك أشخاص لا يتطرّقون الى الهدف الأساسي الذي أتوا من اجله الى الإذاعة بل يشتتون ذهن المستمع».
وعن النشاطات خارج الإذاعة يقول إبراهيم: «أما في الخارج فنغطي مناسبات الأعياد مباشرة، وننزل الى مهرجان رمضان في لاكمبا ونقابل الناس على الهواء».
وعن دور الإذاعة يقول: «طبعاً إذاعتنا غايتها تثقيفية وتوجيهية لتعزيز تناغم مستمعينا مع المجتمع الاسترالي».
وعن الإذاعات الإسلامية الأخرى يقول الزعبي: «كل إذاعة إسلامية توحد ولا تفرق، نحن نرحب بها، ومَن غايتُه جعل الناس مواطنين صالحين نحن نقف معه ونؤيده؟!».
عن برنامج الدولة تجاه البرامج الدينية في المدارس يقول الزعبي: «أنا ضد تدخل الدولة في الحرية الدينية في المدارس، لأننا في بلد متنوع الديانات والحضارات، ولأجل ذلك هاجر إليه الناس خاصة من الشرق الأوسط، وما نراه اليوم يتنافى مع المبادئ العلمانية الاسترالية التي تترك حرية إختيار المعتقد للمواطنين».
وعن مناسبات المثليين السنوية يقول: «للأسف لم نكن نتمنى أن نصل الى ذلك، فلماذا لا يسمحون لمعارضي المثليين أن يقوموا بمسيرات سنوية مماثلة؟».
وعن تأثير إذاعة الصوت الإسلامي على المسلمين يقول الزعبي: «هناك تأثير كبير للإذاعة على المسلمين في استراليا. أنا أعرف ان هناك 13 ألف مستمع دائم لدينا على تقنية الـ «آب».
وفي السياسة فإن للإذاعة تأثيراً كبيرا، وهناك أناس كثيرون يأخذون برأي الإذاعة لأنهم يحبون معرفة رأي الشرع في القضايا السياسية والاجتماعية المطروحة، علماً ان رأينا دائما يصب في مصلحة البلد لأن غايتنا أولاً وأخيراً هي مصلحة استراليا.
وعندما نسأله «هل تعرضت لأية ملامح عنصرية في استراليا، يقول:
«خلال عملي في مصلحة القطارات وإختلاطي بعامة الشعب، كنت أتضايق من معاملة بعضهم لأنني شرق أوسطي الملامح، وكانوا ينظرون إليّ نظرة دونية خاصة وأني كنت مفتشاً وهذا المنصب بنظرهم هو للأنكلوساكسون. اليوم تغيّرت النظرة مع مرور الزمن نظراً لإندماج أجيال جديدة مع الاستراليين وزالت حواجز وخطوط كثيرة. وأذكر اننا في بداية عملنا الإذاعي كنا نجد رسائل عنصرية في صندوق البريد تهاجم ديننا، وتكرر هذا الأمر لفترة طويلة، واليوم تجاوزنا هذه المرحلة لأن الاسترالي بات متفهما أكثر للآخر.