بعد حادثة كوع الكحالة يوم الأربعاء، توالت السجالات، وكان الواضح فيها أن لا أحد يريد أن يفهم على أحد؟!!. فالشاحنة التي كانت محملة بالذخائر ليست الوحيدة التي تمر على كوع الكحالة، وربما كل يوم تمرّ شاحنة مماثلة، لكن حادثة الإنقلاب أيقظت التسعير، وما لفت هو ردود الفعل التي صدرت عن بيئة «حزب الله»
وكان تعامل «حزب الله» مع انزلاق الشاحنة المحملة بالذخائر موضع تقويم غلب عليه اللوم من حلفائه، لأنه لم يكن مضطراً للذهاب بعيداً، وكان في غنى عن البيان الذي أصدرته كتلة «الوفاء للمقاومة» بدلاً من أن يبادر منذ اللحظة الأولى للاتصال بقيادة الجيش، واضعاً في عهدتها معالجة تداعيات الحادث لتطويق ردود الفعل التي استهدفته من جانب خصومه، فيما غاب حلفاؤه من المسيحيين عن السمع ولم يحركوا ساكناً، ما أتاح لهم التفرُّد بمحاصرته سياسياً وإعلامياً.
فاتباع «حزب الله» سياسة الهجوم لم يكن في محله، خصوصاً أن انزلاق الشاحنة أدى إلى تبدُّل المشهد السياسي وكان وراء تسعير الخلاف الشيعي – المسيحي، مع أن تدخّل الجيش اللبناني، ولو جاء متأخراً، فتح الباب أمام استيعاب التأزُّم السياسي وحال دون أن يتطور إلى صدام بين أبناء بلدة الكحالة والمجموعة الحزبية المسلحة المكلّفة بمواكبة الشاحنة.
وفي التصريحات، فقد حمّل نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» الشيخ علي دعموش، «الأحزاب والميليشيات المسيحية»، حسب وصفه، مسؤولية ما حصل، معتبراً أنه كان نتيجة عمليات التحريض التي يقومون بها ضد المقاومة.
وأضاف: «خلال كل السنوات الماضية، خصوصاً بعد فشل عدوان 2006، حاول العدو الصهيوني بكل الوسائل منع وصول السلاح إلى المقاومة، لكنه فشل ولم يتمكن من منع المقاومة من مراكمة قدراتها، وما فشل فيه العدو لن ينجح فيه الموتورون في الداخل، ولن نسمح لهؤلاء الحاقدين ومن يقف خلفهم بأن يأخذوا البلد نحو الفتنة».
وقال دعموش: «حجم التحريض والتضليل والكذب الذي تمارسه الميليشيات المسيحية والإعلام الخبيث المدفوع الثمن الذي يبث الأكاذيب، ويعمل على تجييش اللبنانيين ليلاً نهاراً ضد المقاومة، هو الذي يصنع مناخاً معادياً للمقاومة لدى المسيحيين، وما جرى في الكحالة هو نتيجة هذا التحريض والتجييش والكذب الذي لا ينفع في شيء سوى في دفع البلد نحو الفتنة التي يريدها أعداء لبنان، في مقدمهم العدو الصهيوني».
بالمختصر، وفي كل ما حصل، كان «الحق على الكحّالة» لأنها لم تعمل على تجليس الكوع منذ انقلاب الشاحنة الأولى سنة 1970؟!.