أنطوان القزي
منذ عدّة أسابيع، قامت سيدة تركية من مدينة إسطنبول بجمع 35 طفلاً سورياً لاجئاً كانوا يستجدون في ساحة تقسيم بإسطنبول واصطحبتهم معها إلى مطعم، وطالبت السيدة التركية المجهولة صاحب المطعم بإطعام الأطفال السوريين سندويشات.
وبينما كان الأطفال يتناولون طعامهم المجاني، قالت السيدة التي تبرعت بإطعام الأطفال المساكين، لنادل في المطعم إنها ستذهب إلى محل مجاور للصرافة، لتحويل 200 يورو إلى الليرة التركية.
فذهبت السيدة (فقيع) أي هربت (وهكذا هو وجه الضيف) – بينما بقي صاحب المطعم جنفيز إيدوغان ينتظرها ساعات، من دون أن تظهر أبداً، وقال موضحاً إن الأطفال أكلوا 10 سندويشات شاورما لحم و25 سندويشة شاورما دجاج، وحبسهم عنده صاحب المطعم إلى ساعة متأخرة من الليل، من دون أن يظهر للسيدة لا وجه ولا أثر.
الأمم المتحدة ، في علاقتها مع اللاجئين السوريين في لبنان، تشبه المرأة التركية التي تتكارم «من كيس غيرها»، والخوف أن يأتي يوم، وسيأتي ، وتتوقف الأمم المتحدة عن مساعدة اللاجئين في لبنان بعدما يكونون قد استوطنوا واعتادوا على الحياة فيه ولا يفكرون في العودة الى بلادهم. وهنا يصفّق الأوروبيون الذين يشترون إبعاد اللاجئين عنهم بإغرائهم بأموال الدول المانحة وبتآمر البرلمان الأوروبي للبقاء في لبنان؟!.
الأمم المتحدة ستتوارى يوماً مثل امرأة اسطنبول وستترك اللاجئين في مواجهة «الدكنجي» اللبناني، وعندها لا ينفع الندم ولا صريف الأسنان.. وإن غداّ لناظره قريب؟!.