أنطوان القزي
غريب أمر السويديين، فبعدما تربّعوا طويلاً على عرش أسعد الشعوب في العالم وأرقاها والأكثر عدالة إجتماعية، يتحوّلوا فيما بعد الى الدولة التي تتربّع على عرش نسبة الإنتحار في العالم؟!.
السويديون المرعوبون من روسيا، والمهرولون للإنضمام الى حلف شمال الأطلسي، والخائفون من التغيير المناخي الذي يمعن في تخريب سياحتهم الجليدية.
والسويديون الذين حصلوا على كل شيء على هذه الأرض من المال والسعادة وقوة الإقتصاد على المستوى الوطني، وعلى المستوى الإجتماعي، حصلوا على تعاطي المخدرات وحرية الجنس والتفلّت الأخلاقي بكل أشكاله.. نراهم بعدما ضاقت بهم الأرض، يصوّبون سهامهم نحو الله؟!.
فبعد السماح بإحراق نسخة من القرأن في 28 حزيران يونيو على يد المهاجر العراقي سلوان موميكا، سمحت الشرطة السويدية بتجمع يوم السبت أحرق خلاله ثلاثة أشخاص نسخة من الإنجيل ونسخة من التوراة أمام السفارة الإسرائيلية في استوكهولم ، في قرار أثار تنديداً إسرائيلياً فورياً.
إذ يبدو ان السلطات السويدية ليس لها من مشاغل سوى التسلّي بإحراق الكتب السماوية؟!.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن طلب قدّمه منظّم التحرك للشرطة، أن الهدف من إحراق هاتين النسختَين هو الردّ على إحراق نسخة من المصحف الشريف في يونيو (حزيران) أمام مسجد استوكهولم، الذي أثار إدانات واسعة.
لكن اللاجئء السوري الى السويد صاحب التهديد ويدعى أحمد (الصورة)، كان اكثر وعياً من الحكومة السويدية وتراجع في اللحظة الأخيرة عن حرق التوراة والانجيل قائلاً :
«أريد أن أظهر أن علينا احترام بعضنا البعض، فنحن نعيش في المجتمع نفسه. إذا قمت بحرق التوراة وقام شخص ثان بحرق الانجيل وآخر المصحف، فستكون هنا حرب… ما أردت إظهاره أن القيام بذلك ليس بالأمر الحسن”.
ومضى يوم السبت بين عقلانية اللاجئء السوري وتهوّر حكومة ستوكهولم؟!.
من جهتها، أكّدت الشرطة السويدية للوكالة الفرنسية، أن الإذن لم يُمنح على أساس طلب رسمي لإحراق كُتب دينية، بل على أساس إقامة تجمّع عام سيتمّ التعبير خلاله عن «رأي» بموجب الحق الدستوري بحرية التجمّع.
هل لاحظتم عبارة «تعبير عن رأي»؟!.
ولم يمنع هذا التبرير إسرائيل ومنظمات يهودية من التنديد بالخطوة، حيث قال الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ: «نددت بإحراق القرآن المقدّس لمسلمي العالم أجمع، واليوم قلبي مفطور لفكرة أن المصير نفسه ينتظر التوراة، الكتاب الأبدي للشعب اليهودي”. من جهته، اعتبر رئيس المنظمة الصهيونية العالمية يعقوب هاغويل، أن إصدار إذن مماثل لا يندرج ضمن «حرية التعبير بل معاداة السامية.”
أمّا الكنيسة، فلم تتحرّك للتعليق على صبيانية السويديين لتفويت الفرصة على ما يطمحون إليه إعلامياً؟!.
الله يعاقب الأرض بالحرارة المرتفعة والكوارث الطبيعية والحروب والذكاء الإصطناعي.. والسويد تحارب الله بسلاح الإلحاد؟!.