أنطوان القزي
لم يهنأ إيمانويل ماكرون في الإقامة في قصر الايليزية إذ نزل ذوو السترات الصفر في الاسابيع الأولى من عهده الى الشوارع في كل انحاء فرنسا، وعاثوا فساداً في باريس مما اضطر ماكرون الى انزال أكبر عدد من رجال الأمن في تاريخ فرنسا.
وفي أيار الماضي شهدت فرنسا بمناسة عيد العمال تظاهرات كبيرة رافضة لرفع سن التقاعد من 62 الى 64 سنة.
خارجياً ، توالت الإنتكاسات على ماكرون، فهو اضطر الى سحب الجيش الفرنسي من مالي وبوركينا فاسو وشمال افريقيا بعدما عجز الفرنسيون عن ضبط الأمور هناك وأخلوا الساحة للروس الذين يتمددون في القارة السوداء.
وجاء هذا الانسحاب بعد إصرار السلطات الانتقالية في مالي على رحيل القوات الفرنسية من البلاد «فورا» و «دون تأخير»، رافعة بذلك عنها أي غطاء قانوني أو شرعي لاستمرار تواجدها على أراضيها، وإلا اعتبر ذلك بمثابة احتلال..
أثر ذلك، سافر ماكرون الى أوكرانيا
ليقول للروس :» إذا انتصرتم علينا في مالي.. فسنجعلكم تتألمون في أوكرانيا
وقبل الصفعة الروسية تلقى ماكرون سنة 2020 صفعة من الأتراك في شرق الالبحر المتوسط، وتصاعدت حدة التوتر بين تركيا وفرنسا مع دعم باريس لليونان، التي تخوض مواجهة مع تركيا بشأن حقوق استغلال مكامن النفط والغاز المحتملة في المنطقة
واتهمت فرنسا تركيا رسميا أمام الناتو بالتحرش بسفينة فرنسية ضمن قوات الحلف.
وفي المحصلة إنكفأ الفرنسيون وتسيّد الأتراك شرق البحر المتوسظ.
كذلك تراجعت الديبلوماسية الفرنسية في ليبيا أمام سطوة الأتراك.
في لبنان، غرق ماكرون في وحول الرئاسة اللبنانية، فهو زار لهذه الغاية كلّاً من طهران وواشنطن والسعودية ولكنه لم يفلح. وبتأييده فريقاً سياسياً دون آخر، أفقد فرنسا صفة الأم الحنون في نظر معظم اللبنانيين.
يوم الجمعة، اتهمت اذربيجان الرئيس ماكرون ب»تحريف: محادثات السلام مع ارمينيا.
والأسبوع الماضي نُشر ملصق اعلاني للرئيس ماكرون يشبهه بهتلر
( الصورة) مما أثار غضب السلطات الفرنسية.
ماكرون الذي سجّل منذ أسبوعين أسوأ شعبية لرئيس فرنسي في تاريخ الجمهورية الخامسة ، لا يزال يعتقد أن كثرة الاسفار تؤتي الحلول.
وأخيراً، وكأنه لا يكفي أيمانويل ماكرون العثرات السياسية،فقد ذكرت صحيفة التلغراف البريطانية، يوم الخميس، إنّ فرنسا تتعرض لخطر خفض تصنيفها الائتماني، وسط مخاوف بشأن «الضعف» في المالية العامة لحكومة إيمانويل ماكرون.
«حرام» ماكرون؟!