قابلتُ سعيد عقل أثناء تحضيري الماجستير لمناقشة فكرته في استخدام الحرف اللاتيني في اللغة العربية

 

إيفا ملحم رئيسة قسم الترجمة الخطّية في دائرة الصحة  في الولاية والمحاضرة في جامعة غرب سيدني منذ سنة 2001

والمسؤولة عن تنسيق مواد التدريس في قسم الترجمة. لها إنجازات نوعية ، خاصة فترة الجائحة حيث حولت قسم الترجمة الى خلية عمل لمواكبة تطورات الارشادات والتوعية من خلال النصوص والفيديوهات بكل اللغات الإثنية، فنالت تقديراً على ذلك من وزارة الصحة.زظ
إيفا سافرت خصّيصاً إلى لبنان للقاء الشاعر والفيلسوف سعيد عقل أثناء إعدادها اطروحة الماجستير التي تتحدّث عن امكانية استخدام الحرف اللاتيني في اللغة العربية والتحوّل من الفصحى الى العامية وهي فكرته في الأساس، وحصلت يومها على درجة الإمتياز على اطروحتها.

إيفا متزوجة من البروفيسور جورج ملحم المحاضر في جامعة نيو ساوث ويلز في إختصاص معادن الطيران وإختصاصات هندسية أخرى ولهما أربعة أولاد: أورسولا، رنين، نديم وإيفانا.

وُلِدَت إيفا ملحم في بلدة كفريا قضاء زغرتا- لبنان الشمالي.
أنهت دروسها الثانوية في مدرسة الراهبات الأنطونيات في الخالدية. ثم إلتحقت بكلية الإعلام في الجامعة اللبنانية الفرع الثاني في منطقة الفنار، وبعدما أنهت السنة الجامعية الأولى تزوجت من جورج ملحم سنة 1991 بعدما إلتقته أثناء زيارة له الى لبنان وسافرا الى استراليا في ذات السنة.
في هذا الوقت كان جورج يتابع الماستر في الهندسة، أما إيفا فإلتحقت بعد وصولها بأشهر بجامعة غرب سيدني قسم الترجمة وهناك تابعت الدراسات العليا – الماستر وقامت بأبحاث كثيرة في مجال الترجمة.
تقول ايفا أن والدها أنطونيوس بو عبدالله هو معلّمها وملهمها وهو الذي طالما كان يشجّعها على مواصلة تحصيلها العلمي وكان يقول لها» الكتاب خير جليس في الأنام» وكان دائماً يهديها الكتب، واستمر في توجيهاته بعد وصولها الى أستراليا، وكذلك أخذ زوجها جورج بيدها وكان سنداً لها وهو ابن بيت قائم على الثقافة والعلم.
ووجهت إيفا أيضاً تحية الى الاستاذ الجامعي ريمون شخاشيرو الذي له فضل في دعمها في مسيرتها الجامعية.
أثناء الدراسة الجامعية بدأت إيفا الترجمة في المحاكم ثم حصلت على وظيفة في دائرة الصحة في الولاية سنة 1997، وخلال أقل من ستة أشهر أصبحت منسقة خدمات الترجمة في عدة دوائر. وبعد فترة قصيرة عملت مترجمة للألعاب الأولمبية أثناء أولمبياد سيدني سنة 2000.
تخرجت إيفا سنة 2001 بعدما أنهت الماجستير في الأبحاث بدرجة تفوق وامتياز، وفور تخرجها عُرِض عليها العمل كمحاضرة في جامعة غرب سيدني سنة 2002 وهي منذ ذلك الوقت لا تزال تحاضر في قسم الترجمة. وخلال أقل من سنة تمّت ترقيتها كمنسقة لشؤون الترجمة وبعد أقل من 10 سنوات عُيّنت مديرة لقسم الترجمة الخطّية في دائرة الصحة في الولاية.
تقول إيفا: «هذه الوظيفة أفسحت لي المجال لأعطي ما عندي من تصور لأن هذا القسم أنا أسسته ووضعت له سياسته وما زلت أبنيه وهو يشمل كل اللغات المطلوبة في الولاية التي تزيد على 40 لغة، علما أن هناك لغات جديدة ناشئة كبعض اللغات الإفريقية، وهناك شعوب جديدة ليس لديها مترجمون في الولاية ونضطر للتواصل مع دوائر اخرى لتأمين مترجمين لها.
ولأن هناك لغات غير معتمدة في (ناتي) ، نتصل بولايات اخرى لتأمين مترجمين لها».
يضم قسم الترجمة في جامعة غرب سدني اللغات الكورية والصينية والعربية والأسبانية والفيتنامية واليابانية، والأكثر عدداً هم تلامذة الأقسام الصينية ثم الكورية والعربية».
وتقول إيفا: «ان التعددية بين الطلاب تجعلك تتعلم منهم الكثير وليس فقط يتعلمون منك. ونحن في هذا القسم نبني جسور معرفة وتواصل بين الشعوب والحضارات وهذا هو الفرق بيننا وبين الاختصاصات الاخرى، وكم نشعر بالفخر عندما تتلقى رسائل شكر كل آخر سنة نتيجة أعمالنا».
وعن التلامذة المميزين، تقول إيفا: «انهم كثيرون ولكن لا بد لي من ان أذكر الطالبة باميلا شيبان التي كانت تلميذتي في قسم الماجستير لانها حاصلة في لبنان على الاجازة في الترجمة».

وتضيف إيفا:»ترجمتْ باميلا المناظرات بين سكوت موريسون وأنطوني ألبانيزي عشية الانتخابات النيابية الاخيرة وحصلت على إشادات بأدائها حتى ان كثيرين اعتقدوا انها كانت على معرفة بالمواضيع المثارة واعتبروها نجمة في الترجمة.
افتخر بباميلا ومثيلاتها وهي نموذج عن كثيرين يتخرجون لدينا. فالمتميز أينما يذهب يحصل على الثناء».

جائحة الكورونا
أثناء جائحة الكورونا لعبنا دوراً هاماً في قسم الترجمة في دائرة الصحة وكنا نترجم على مدى 24 ساعة عددا كبيرا من الاعلانات التوجيهية في 26 لغة وكنا نوصل الليل بالنهار لتوفير الترجمة السريعة.
كنا نرسل النص الى المترجم ثم الى المدقق ثم الى المصفّف الالكتروني ثم تعود الينا النصوص لمراجعتها للتأكد من صحة اللغة والمعلومات وسهولة الفهم.
وكنا نعتمد أحيانا على أناس ليسوا مترجمين ليقرأوا النصوص للتاكد من سلاستها وسهولة فهمها قبل نشرهها في المجتمع.

اثناء الجائحة، كنا نعمل بالتنسيق مع المؤسسات الطبية والصحية وخدمات الترجمة، لان هناك مفاهيم جديدة طرأت لم يسبق ان كانت موجودة حول التلقيح وتدابيرالوقاية والأعراض الجديدة والفحوصات وإستعمال الكمامات، وكان علينا التعامل معها بالتواصل مع إختصاصيين.
كذلك قمنا بإنجاز فيديوهات توعية وإستعمال وسائل التواصل الاجتماعي بكل اللغات للوصول الى أكبر عدد ممكن من ابناء المجتمع وكنا نترجم يوميا المؤتمرات الصحافية لرئيسة حكومة الولاية ورئيسة الأطباء وكانت الترجمة فورية.

العمل الإجتماعي والإنساني، صحيح أنه يكون أحياناً متعباً لكنه يتحوّل الى متعة عندما ترى النتائج الإيجابية لجهودك. فنحن من خلال وطيفتنا نقوم بالواجب ونقرنه بالحسّ الإنساني خاصة عندما يتعلّق الأمر بصحة الإنسان.
لا أعاد الله تلك الجائحة وحمى الإنسانية منها.