بقلم: أ.د / عماد وليد شبلاق
رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا
ونائب رئيس المنتدى الثقافي العربي الأسترالي
Edshublaq5@gmail.com
كثير منا ومنكم وربما من كل الطوائف والاجناس الاخرى لا يؤمنون با لاقدار أو المقادير الإلهية وحججهم دائما الأدلة والشواهد العلمية المحسوسة واللحظية وربما تناسوا أن هناك من يسخر الكون ويمهل ولكن أبدا لا يهمل ( وكما تدين تدان ) وسبحان مسخر الاقدار، فالمهاجر الفلسطيني الذى حضر لأستراليا ( قهرا) نتيجة ضياع بلده بسبب سياسه بريطانيا ( العظمى) بعد الحرب العالمية الأولى ( 1914-1918) والتي أدت الى سرقه أراضي العرب وتسليمها لمجموعه من الصهاينة ( من غير اليهود الشرفاء ) والذين لم يكتفوا بارض فلسطين بل كانوا ومازالوا يخططون لأبعد من ذلك كما قيل في كتبهم، جاء الى استراليا ليسمع نفس النغمة! نغمه الاحتلال والاستعمار والاضطهاد والعنصرية وبالطبع كانت بريطانيا (العظمى) وراء كل ذلك، فبالأمس السبت 13مايو 2023 خرجت عده مظاهرات بالقرب من محطه التاون هول بسدني وربما غيرها من المدن والولايات الأسترالية بمناسبه ذكرى ال (75) لنكبه الأرض المسلوبة (فلسطين) والذكرى المستمرة لسرقه استراليا من أهلها وسكانها الأصليين – الابوروجينيز في العام 1788 وبالطبع كان هناك في المظاهرة العديد من المنكوبين الاخرين من دول أخرى (سيريلانكا مثلا) احتلتها أو استعمرتها أو سرقتها هذه (العظمى)!
سبحان مغير الأحوال، فبريطانيا اليوم تغيب عنها الشمس وتغيب عنها أشياء كثيره نتيجة ما اقترفته ايدي ملوكهم وسياسيهم من عنجهية وعنصريه وظلم في المستعمرات وغير المستعمرات وحتى يومنا هذا ضد عرب وافارقه وغيرهم. بريطانيا اليوم تشهد تغيرات كثيره في التركيبة السكانية والعرقية وحتى الدينية، فمن كان يصدق أن يكون رئيس الوزراء من أصول هندية ولو علم (ونستون تشرشل) بالأمر لانتحر في قبره عده مرات أو لو علم بأن عمده مدينه لندن أو رئيس وزراء أسكوتلندا (والتي ترغب في الانفصال) من المسلمين الباكستانيين.
الملك تشارلز الثالث وبعد تتويجه قبل أيام في ويست منستر في لندن يدرك تماما ما قام به اسلافه من الملوك والملكات من اضطهاد وأذلال لكثير من الشعوب نتيجة الاستعمار البغيض والسياسات التي انتهجتها بريطانيا في المنطقة ولا أعلم إذا ما سيكون تشارلز مرحبا به في زيارته القادمة لتلك الدول والتي بدأت تفكر جديا في الخروج عن ذلك التاج البريطاني (والمصنع من ذهب وألماس المستعمرات)! تشارلي اليوم أكثر نضجا وقربا من الثقافات والديانات الأخرى كالإسلام والبوذية وغيرها ومؤكدا سيكون نهجه مختلفا عن ممن سبقه من الحكام ولا ضير في مراجعه النفس وإقرار الحق وارجاعه لأهله وتعويض أصحاب الأرض في استراليا وفلسطين فهل نشهد ذلك في زمانك يا ملك الإنسانية والقلوب. والله المستعان