نجحت الجهود المصرية في اقناع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بالموافقة على هدنة لوقف إطلاق النار اعتبارا من الساعة العاشرة مساء أمس.
وينص الاتفاق على وقف استهداف المدنيين وهدم المنازل، بحسب بما أوردت وكالة «رويترز» نقلا عن قناة «القاهرة الإخبارية» ومسؤولين فلسطينيين اثنين.
جاء ذلك بعد ساعات من تجدد تبادل إطلاق الصواريخ والقصف بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة .
وقالت مصادر فلسطينية أمنية وشهود عيان إن الطيران الإسرائيلي شن سلسلة غارات استهدفت منازل سكنية وأراضي زراعية في مناطق متفرقة من القطاع ما تسبب بوقوع أضرار كبيرة.
من جهته، قال مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف إن عدد جرحى الهجمات الإسرائيلية تجاوز 150 مصابا 60% منهم نساء وأطفال.
وفي شمال الضفة الغربية المحتلة، قتل شابان فلسطينيان برصاص جنود إسرائيليين في مخيم بلاطة للاجئين في نابلس التي اقتحمها جيش الاحتلال لعدة ساعات. وذكرت حركة «فتح» التي يتزعمها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أن الشابين ينتميان إلى كتائب «شهداء الأقصى» وهي الجناح العسكري للحركة.
في المقابل، أطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية قذائف صاروخية من غزة على تجمعات سكنية عديدة في جنوب إسرائيل دوت على إثرها صافرات الإنذار.
وذكرت الغرفة المشتركة للفصائل الفلسطينية، في بيان صحافي أمس أنه تم استهداف عدة مناطق ومستوطنات أبرزها: أسدود وعسقلان، إلى جانب تكثيف الضربات نحو مستوطنات «الغلاف» القريبة من غزة. وأكدت «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي» في بيان صحافي مقتضب أن «فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة أعدت نفسها لأشهر من المواجهة مع إسرائيل، وانها تمتلك نفسا طويلا وحاضنة شعبية وفية عظيمة».
وفي السياق قالت حركة «حماس» في بيان منفصل إن «سياسة القتل والاغتيال التي ينتهجها الاحتلال لن تفلح في وقف أو الحد من مقاومتنا الباسلة وصمود شعبنا، ولن تزيدهم إلا إصرارا على المضي في هذا الطريق، حتى دحر الاحتلال وزواله عن أرضنا». وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة – نقلا عن مصادر عسكرية – ان «الجهاد الإسلامي» أطلقت للمرة الأولى امس صواريخ مضادة للطائرات، إلى جانب إطلاق صواريخ بعيدة المدى غير مسبوقة استهدفت مناطق بعيدة في أسدود وعسقلان وغلاف غزة.

ونقلت الإذاعة عن متحدث عسكري قوله إن ما لا يقل عن 1099 صاروخا أطلق من القطاع خلال الجولة الحالية التي بدأت فجر الثلاثاء الماضي.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن صفارات الإنذار دوت في: أسدود وعسقلان ومفطاحيم وافشالوم وديكل، وجان يفنه ونيتسانيم، وناحال عوز، وأوضحت أن وابلا كبيرا من 50 صاروخا أطلق من غزة على إسرائيل امس، وأسفر عن إصابة 3 مستوطنين، أحدهم شرطي، بجروح.
في هذه الأثناء، وصف مسؤول فلسطيني مطلع محادثات الهدنة بأنها كانت «معقدة» و«صعبة». وأكد التلفزيون الإسرائيلي تسلم تل أبيب «صيغة معدلة» لمقترح مصري لوقف إطلاق النار، من دون مزيد من التفاصيل.
وفي السياق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن نائبة وزير الخارجية ويندي شيرمان أكدت في اتصال مع وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر على «الضرورة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من أجل تجنب أي خسائر أخرى في أرواح المدنيين».