أنطوان القزي

من يقرأ خريطة أفوى اقتصادات العالم، ومن يطّلع على أكثر الدول غنىً بالموارد من المواد المعدنية الى الثروة الحيوانية الى الزراعات الصناعات المختلفة، يرى ان استراليا لا تغيب

عن طليعة الدول.
ومن يقرأ الأزمات التي تعصف بأستراليا اليوم من ارتفاع سعر الفائدة وفاتورة الماء والكهرباء وأسعار اللحوم والبترول يكتشف أننا لا نعيش في البلد المحظوظ «لاكي كانتري»؟!..
فأستراليا مثلاً تُعدّ أكبر مُصدر للفحم في العالم وثاني مصدّر للماس إذ يُعد منجم ريو تينتو في غرب أستراليا ثاني أكبر منجم للألماس في العالم وفيه أكبر الماسات الخام في العالم.
وأعد «وورلد أطلس» قائمة بأكبر احتياطيات اليورانيوم في العالم ضمت ست عشرة دولة على رأسها أستراليا وكازاخستان وروسيا وشملت دولا من مختلف القارات .
.وتعدّ أستراليا واحدة من أكبر مُصدّري الغاز المسال في العالم، ضمن قائمة تضم قطر والولايات المتحدة الأميركية، وفقًا للمعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتوقّع تقرير حكومي أن ارتفاع عائدات أستراليا من تصدير المعادن المهمة، مثل الليثيوم والنيكل، بصورة تدريجية متصاعدة، قد يجعلها تتساوى مع عائدات الفحم- أهم الصادرات الأسترالية- بحلول عام 2028..
وتصنّف أستراليا أكبر مصدّر لفحم الكوك عالميًا، وثاني أكبر مصدّر للفحم الحراري بعد إندونيسيا، وهي تتمتع بثروات كبيرة من المعادن الأرضية النادرة.
من المتوقع ارتفاع إجمالي صادرات أستراليا من موارد المعادن ومصادر الطاقة (الفحم والغاز المسال) إلى مستوى قياسي جديد يقترب من 464 مليار دولار أسترالي (312 مليار دولار) خلال العام المالي الحالي (ينتهي يونيو/حزيران 2023).
وأسهمت الحرب الأوكرانية في اشتعال أسعار الطاقة على مستوى العالم، لا سيما الفحم والغاز المستعمَلَين بكثافة في توليد الكهرباء، وتحديدًا في آسيا، ما أدى إلى مضاعفة عائدات الدول المصدّرة عالميًا، في مقابل مضاعفة التكاليف على الدول المستوردة.
واستفادت أستراليا من العام الأول للحرب الأوكرانية عبر تسجيل رقم قياسي في صادرات الطاقة والمعادن، بلغ 421.6 مليار دولار أسترالي خلال العام المالي المنتهي يونيو/حزيران 2022.
وحققت أستراليا عائدات قياسية من صادرات الغاز المسال خلال عام 2022، لتسجل 90 مليار دولار لأول مرة في تاريخها، مقارنة بعائدات بلغت 48 مليار دولار خلال عام 2021.
ولم تحقق كانبرا هذه العوائد بسبب ارتفاع كميات التصدير، بل بسبب اشتعال أسعار الطاقة العالمية، إذ بلغ حجم الصادرات 81.4 مليون طن متري في 2022، مقارنة بـ81.1 مليون طن متري خلال عام 2021، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
كذلك يوجد في أستراليا حوالي 230 مليون رأس من الغنم وهي الثانية بعد الضين. وتمتلك أستراليا 16% من أغنام العالم، وتنتج تقريبًا ثلثي إنتاج الصوف العالمي. فهي ثالث أكبر مُنتج وثاني أكبر مُصدِّر للصوف.
وتعتبر أستراليا من أهم الدول المصدرة للقطن والقمح والسكر والشعير والذرة والأرز .
بعد هذه الجردة السريعة والمختصرة جدّاً، ألا يحق للأسترالي أن يرسم مليون علامة استفهام وهو يعاني ما يعانيه من الفواتير التصاعدية التي تكاد تخنقه؟!.
هناك قطبة مخفية في اقتصادنا تبحث عمّن يكشفها.. وإذا كان العالم تضرّر من الحرب الأوكرانية فأستراليا استفادت، وإذا كان المواطن الاسترالي يعاني، فإن العالم بالتأكيد يعيش بالويل؟!.