بقلم د. ناظم ناصر – كانبرا
هل يعقل هذا الإستخفاف بالجمهور في استراليا من قبل الفنانين القادمين من الدول العربية؟!.
لقد لاحظت مؤخراً ان جميع الفنانين بدون استثناء يعمدون الى الصعود الى المسرح لفترة بين ٩٠ دقيقة الى ١٢٠ دقيقة يقومون خلالها بإعاده بعض اغانيهم القديمة ومن ثم يعمدون جميعهم الى اللجوء الى بعض اغاني السوق المتاحة للجميع لجعل الجمهور يرقص، وتقلب الموازين وبدل أن يسمع الجمهور فناً جديداً وابداعاً جديداً كما تعودنا ،اصبح الجمهور الراقص هو المؤدي، والفنان هوالمراقب .والغريب بان الراقصين يديرون ظهورهم للفنان وهم يرقصون.
الفنان لا يبالي بإيصال اي رسالة للجمهور ولا يبالي بالمستوى المتدني للأداء وللصوت وللسمع طالما سيحصل على مبلغ ما بين ٥٠ الى ٢٥٠ الف دولار للساعتين دون ان يتعب صوته .
فقد اصبح يشعر بان صورته كافية ليأخذ المبلغ. بعض الفنانين يلومون (السمّيعه)ويقولون : هيك الدارج ليش اغلّب حالي مش رح اصلح الانحدار الفني ،بنقترض اكم اغنيه من السيده فيروز وبعدين اغاني الشارع «..يا ريت لو بيكونو حافظين الكلمات او اللحن صح.
هناك اسماء كبيره تلجأ الى اغاني الساحة التي تحتوي على كلمات مثل « لفلي حشيش، وان كنتي مسيحية ولا سنية ولا شيعية»
هل هناك مسؤىليه فنية للفنان بأن يحاول ان يرتقي بالفن حتى ولو «السمّيعه ما بيعرفوش يسمعوا» على رأي الفنان رياض السنباطي رحمه الله، نحن لا نطالب بأن يغنوا قصائد او يعيدوا التراث الاندلسي لكن نطالب باحترام فنّهم واحترام المستمعين بان لا يغنوا الاغاني الهابطه فقط لانها بترقص على رايهم!.
هل يعقل بان النقاد كانوا ينقدون اعمال السيده ام كلثوم واحيانا اطلالتها بينما «واحد بيجي لاستراليا بسب عالمسرح كلمتين من الزنار وتحت ومسوّي عضلات والآخر بيطلع سكران او محشش عالمسرح وما حدا ينتقده ،واذا صادفته بالشارع بالصدفه بتفكره اهم من عبد الوهاب». انا لا اعتب على جماعة «سكاسوز مي او بيبي» (بالسر او بالعلن) فهذا نوع من الاغاني له مكانه الخاص انا اتحدث عن اسماء كبيره حضرت الى استراليا في العامين الأخيرين بدون برنامج فني او بروفات وبدون اي اهتمام بمستوى النجاح ،لان النجاح بنظرهم ان الحفله (مفوّله)والجو مولّع ……و»قومي تا نرقص يا صبية»!.