أنطوان القزي
سألني أكثر من صديق:» لماذا لا تتحدّث عن الدروع والشهادات التي يتم تداولها على الطاولات فوق المناضد والصحون»!.
أجبته: «أقسمتُ يا صديقي ألّا أتطرّق الى هذا الموضوع مجدّداً بعد وابل القدح والذم الذي تلقيته منذ سنوات لأنني قلت يومها :
«كلّما التقى اثنان على فنجان فهوة أو على صحن تبولة يكون ثالثهما درع أو شهادة، حتى باتت المصانع المحلية عاجزة عن تلبية طلبات الدروع من كل القياسات في مناطق غرب سدني»؟!. إلى أن كان الحل باستيراد «كونتينرز» دروع من الصين، تبرّع بجلبها أحد الأصدقاء الذين يستوردون بضائع من شنغهاي.
أكتفي هذه المرّة بعرض معلومة دفعها إليّ أحد الأصدقاء من الذين يلازمون الفايسبوك والأنستغرام لساعات كل يوم ويراقبون الجالية ويحصون أنفاسها..قال لي ذاك الصديق أنه أحصى 135 درعاً تكريمية تمّ تسليمها لبعض «الناشطين» في غرب سدني أي أكثر مما تم توزيعه على المستوى الأسترالي في ذات الفترة!، وما أدراك ماذا تعني كلمة ناشطين التي أصبحت مثل الجوكر «تركب وين ما كان»!.
واستطرد قائلاً :» أنا لا احتسب دروع الهيئات الأكاديمية والنقابية والمجالس البلدية ودروع المناسبات السنوية الثابتة التي ليست ضمن حديثنا اليوم، والتي نقدّر القيّمين عليها.
قلت للصديق:» بالله عليك ، اعفني من هذه المهمة، ثمّ ماذا يثبت ان الرقم الذي ذكرته ليس مبالغاً فيه»؟!. هنا ، انتفض الصديق وقال : «مسجّلهُن كلّن ومستعد خلّيك تشوفُن»!؟.
قلت له«ولماذا تحمل السلّم بالعرض، دع الناس يفرحون»..أجابني بلهجة حادّة: «حاجي بقا بكل مناسبة وغير مناسبة واحد بيفوت على مطبخ أومطعم بيطلع حامل درع، معقول»؟.
قلت لصديقي: «بعد كلامك ، لا لزوم لأي تعليق منّي بل أكتفي بسرد هذه الوقائع والمعنى في قلب الشاعر:
«كان الكاتب البريطاني- الأيرلندي الساخر جورج برناردشو أوّل من رفض استلام جائزة نوبل التي فاز بها عام 1925 بسبب عدم إيمانه بأهمية الجائزة.
الكاتب والفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر، رفض بدوره الجائزة التي فاز بها سنة 1964 بسبب رفضه تسلّم الجوائز الرسمية».
قال صديقي: «لماذا لا يتعظ جماعتنا ببرناردشو وسارتر»؟..
أجبته: لو كان جماعتنا في غرب سدني يعرفون شيئاً برناردشو وسارتر لما أقدموا على قبول الدروع!!.
ملاحظة: الكلام السابق لا يشمل المستحقين وهم كثّر، بل المقصود هو الذين جعلوا التكريم ظاهرة مرَضية في جاليتنا.