تمت تسمية البروفسورة الباحثة سمر عون «أوسترالية العام 2023» في ولاية غرب أوستراليا تكريما لعملها الرائد في مجال العناية التلطيفية أو ما يعرف ب Palliative care التي تعنى بالأشخاص الذين يواجهون الموت في المراحل الأخيرة من حياتهم.
وتتولى البروفسورة عون عددا من المناصب أبرزها، رئيسة قسم الأبحاث في مجال الرعاية التلطيفية في Perron Institute في جامعة غرب أوستراليا، رئيسة جمعية الأمراض الحركية العصبية MND في غرب أوستراليا، كما أنها مؤسسة شبكة المجتمعات المتعاطفة Compassionate Communities Network ومديرة في مجلس الرعاية التلطيفية في غرب أوستراليا.
وقالت انها تأثرت في حبها لخدمة الآخرين والمجتمع بجدها الدكتور جورج عون الذي كان يخدم أبناء منطقته في شمال لبنان دون مقابل، ورغم صغر سنها عند وفاته إلا أن سمعته الطيبة التي كانت سائدة في كل مكان تركت أثرا كبيرا في نفسها.
وكان لتجربة الحرب التي عاشتها في لبنان أثر كبير عليها إذ تقول «أنهم كانوا يواجهون الموت كل يوم مما شكل لها صدمة، إذ كان الموت محتما بطريقة لم يكن لهم فيها أي اختيار نتيجة الأحداث التعيسة في لبنان”
وكانت عون هاجرت مع عائلتها إلى أوستراليا في العام 1992، وابرز حدث حصل معها منذ أحد عشر عاما عندما تلقت خبر وفاة والدها في لبنان في يوم أوستراليا الوطني.
اضافت: «في ذلك اليوم اضطررت أن أعتذر عن ترؤس أحد اجتماعات العمل لكي ترتب أمورها وتحجز تذكرتها إلى لبنان. بعدما انتهت من هذه الأمور، عاودت الدخول إلى الإجتماع، وهنا كانت صدمتها عندما لم يسألها أحد من الموجودين الذين هم بمعظمهم عاملين في المجال الصحي عن شعورها بعد تلقيها الخبر الأليم، وأكملوا اجتماعهم وكأن شيئا لم يكن. وكانت المفارقة الأكبر التي اختبرتها هي بعد وصولها إلى لبنان، فالمجتمع المحيط في منطقتهم اهتم بكل تفاصيل الجنازة، وغمرها بمشاعر الحب والعاطفة والكرامة مما خفف ألمها بشكل كبير”.
واعتبرت «أنه لا يجب ترك الموت للمجال الطبي، فالموت حادث اجتماعي يحمل جانبا طبيا وليس حدثا طبيا يحمل جانبا اجتماعيا”.
واكدت «بما أن الأمراض المستعصية لا علاج لها، يجب التخطيط والتحضير المسبق لما سيقبله الشخص من علاجات وما سيرفضه. وهنا يأتي دور الرعاية التلطيفية التي تعطي نوعية وجودة للحياة إلى حين أن يأتي الموت”.
تعمل عون على «تشجيع الناس على التحضير للموت بطريقة تتناسب مع قيمنا، والناس برأيها لا تخشى الموت وإنما تخاف الرحلة للوصول اليه، لأن الموت هو من المحرمات التي يخشى الناس الحديث عنها، حتى أنهم يتوقفون عن زيارة الشخص المريض إذا اقترب موته وكأن الموت معد”.
وقارنت كيفية التعامل مع الموت بين المجتمعات الشرقية والغربية. وما فاجأها عند قدومها إلى أوستراليا هي مراسم العزاء التي يقيمونها حيث يشربون الكحول ويقيمون ما يشبه حفلة صامتة. من هنا تساءلت أنه متى يحزن هؤلاء الأشخاص ويعبرون عن ما في داخلهم، لأن الكتمان قد يولد عوامل نفسية يطول أمدها.
من هنا ترى أن مراسم العزاء لدى المجتعات الشرقية ورغم أنه مبالغ بها أحيانا، إلا أنها غير سيئة من أجل أن يخرجوا ما في داخلهم، إذ يجب أن يتشارك المجتمع الحزن للتخفيف من وطأته.
وادت التجربة التي عاشتها عند موت والدها الى تأسيسها شبكة المجتمعات المتعاطفة Compassionate Communites Network التي تهدف إلى تعليم أي شخص أو عائلة أو مجتمع كيفية التعامل مع الأشخاص الذين يواجهون الموت او لديهم أحد ضمن عائلتهم يواجه الموت أو مفجوعين بفقد أحد عزيز عليهم.
لذا تعمل مع فريق مختص على تنظيم برامج تثقيفية وتوعوية حول الموت لمعرفة ما يحدث عندما يقترب الموت وكيف يتم الإهتمام بالمشاكل الروحية والعاطفية التي يمر بها المريض.
ويزور متطوعون مروا بتجارب مماثلة العائلات المحتاجة ويقدمون لهم المساعدة في أمور بسيطة كالتسوق وتحضير الطعام .
وتسعى عون إلى توسيع نطاق هذا البرنامج ليشمل ولاية غرب أوستراليا بكاملها وأستراليا كلها لاحقا.
تسمية البروفسورة سمر عون «أوسترالية العام 2023» في ولاية غرب أوستراليا تكريما لعملها في مجال العناية التلطيفية
Related Posts
حركة القطارات مازالت متوقفة في سيدني على الرغم من تدخل رئيس الحكومة كريس مينز
تحقيق بعد مقتل امرأة تعاني من إعاقة ذهنية في حريق منزل