أنطوان القزي
لا يكفي أن نقول أن الإنسان في أستراليا يستطيع أن يصلّي أو يصوم على أي دين او معتقد كما يشاء، ولا يكفي أن نقول أن حرية المعتقد مكفولة في القانون الأسترالي.
ولم يعد يصلح القول ان أستراليا هي واحة الحريات لأن هذا القول ينتفي عندما نرى كم من الموبقات تُمارس باسم هذه الحريات.
أستراليا تترك إذاعاتها وشاشاشها على الغارب تنتهك حرمة الأديان والألوان، استراليا تدير الأذن الصمّاء لكلّ من يهزّ كتف المسؤولين منبّها أو محذراً مما يحصل.
مناسبة هذا الكلام هو ما ظهر الأسبوع الماضي على شاشة القناة العاشرة عبر برنامج «بروجكت» من التعليقات المقزّزة التي تناولت السيّد المسيح بطريقة عير مسبوقة حتى باتت التعابير التي تصدر عن مقدّمي البرنامج ليست أفكاراُ با هي تشويه غرائزي يتملّك بعض المقدمين لتعويم برنامجهم ؟.
هل تذكرون الرجل الذي تبوّل على صورة السيّد المسيح منذ سنوات في معرض فنّي في ملبورن؟ الرجل حرّ طليق وكأن شيئاً لم يكن!.
وهل تذكرون «البلدوزر» الإذاعي كايل سانديلادز الذي أساء الى السيدة العذراء عبر برنامجه الإذاعي مع زميلته التي تشبهه «جاكي أو»؟.. إنهما عادا الى المذياع وكأن شيئاً لم يكن. وإذا كانت أستراليا مجتمعاً متنوعاً ومتعدد الثقافات حيث يعد التنوع الديني جانبًا حاسمًا في نسيجنا الاجتماعي. وإذا كان دستورها يوجب معاملة جميع الأديان بكرامة واحترام ، فإن تعليقات برنامج «بروجكت» المؤذية والمثيرة للانقسام ، تشكّل نموذجاً لما آلت عليه أستراليا التي تتراجع الى القعر بشكل دراماتيكي.
الواقع يقول أن بعض الإعلام يضرب بعرض الحائط حكاية التنوع والتعددية.
فهل مّن يجرؤ على رفع الصوت ويطالب القناة 10 بتحمل المسؤولية عن الضرر الذي حدث وإلغاء عرض المشروع. نعتقد أن هذا ضروري للتعامل مع التعليقات المؤذية والمسيئة التي تم الإدلاء بها حول يسوع ، ولمنع مثل هذه التعليقات من الإدلاء بها في المستقبل.
.في 94 دولة في العالم يعاقب القانون على إهانة الأديان والمعتقدات.
ففي مصر مثلا، نصت المادة 25 من قانون جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018 علي أن: «يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر، وبغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه ولا تجاوز 100 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من اعتدى على أي من المبادئ أو القيم الاسرية فى المجتمع «، وفي عام 2012، أدين المدون اليوناني فيليبوس لويزوس بتهمة التجديف وحكم عليه بالسجن لمدة 10 أشهر بعد أن أنشأ صفحة على فيس بوك يسخر فيها من الرهبان الأرثوذكس.
وفي أستراليا، إمّا يتغاضون عن الموضوع أو يكتفون بملاحظة صغيرة في أحسن الأحوال؟!. لأنهم لم يطّلعوا على آخر الدراسات التي تقول: أن الحريات الخاصة لم تعد موجودة إلا على الورق في أستراليا وأنها في طليعة البلدان التي تختفي فيها الأسرة وقريباً سيختفي التماسك الإجتماعي، وأن الإعلام فيها لم يعد قائماً على توجيه الناس لاحترام الآخرين بل على الإزدراء والسخرية.. والخوف أن نصل في أستراليا الى مرحلة “كما يكون إعلامكم تكونون”.
في الختام، ربما يكون التطاول على مقام السيّد المسيح منقذاً للقناة العاشرة من عثراتها المالية؟!.