أنطوان القزي
في 17 شباط الجاري استشهد ثلاثة عسكريين لبنانيين، هم حسن شريف، جورج أبو شعيا وبول الجردي، وقتل ثلاثة مطلوبين خلال الاشتباكات التي وقعت في بلدة حورتعلا في البقاع مع مطلوبين في تصنيع وتهريب المخدرات، ولأنها ليست الحادثة الأولى في المنطقة يسقط فيها عسكريون ، ارتفع صوت البطريرك الراعي في عظة الأحد ورفض أن «تبقى محافظة بعلبك – الهرمل خارج دائرة الأمن اللبنانيّ، ومحميّة من النافذين بسلاحهم وأحزابهم وسلطتهم». كما دعا المسؤولين والنوّاب والنافذين والمعطّلين لرفع أيديهم عن لبنان وشعبه، متحدثاً عن تهجير الشعب اللبناني من وطنه لفتح أبوابه أمام النازحين الذين بدأ يفوق عددهم نصف عدد الشعب اللبنانيّ”.
كلام البطريرك قابلته رسالة صاروخية في كنيسة طليا البقاعية المجاورة لبلدة حور تعلا.
حيث تواصل الاجهزة الامنية في بعلبك تحرياتها لكشف ملابسات دس ثلاث قذائف صاروخية غير مجهزة بجانب كنيسة بلدة طليا ليل الأربعاء الماضي، المجاورة لبلدة حورتعلا، والتي اعتبرت رسالة واضحة إلى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.
وأثار هذا التهديد ردودا مستنكرة من أطياف مختلفة في المنطقة، واستغرب راعي أبرشية بعلبك ودير الأحمر للموارنة المطران حنا رحمة «الرسالة غير المقبولة لشخص البطريرك الراعي او غيره، وغبطته حريص على مصلحة اللبنانيين كافة من دون تمييز. وهل يستحق كل هذا فقط لانه أراد مصلحة أهالي بعلبك – الهرمل، بعيدا من أي انتماءات؟».
العبارات المسيئة الى أهل المنطقة قبل غيرهم».
وكان وفد من أهالي حورتعلا زار كنيسة مار جاورجيوس في طليا مستنكراً، في حضور فاعليات محلية.
وعلى الضفة الأخرى أطلّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يوم الثلاثاء على إحدى الشاشات مُمعناً في إزعاج بكركي والمسيحيين، حيب تحدّث عن «تقرير ورد إلى البطريركية المارونية يشير إلى «أن نسبة المسيحيين في لبنان باتت 19,4%» فهذا الكلام يداني الخطيئة، في توقيته قبل دقة وصحة مضمونه. لا يشفع له كثيراً أن يضيف أن «التقرير وصلني لكنه ليس مؤكداً». على العكس، يعزز ذلك، عند كثير من المسيحيين، افتراض سوء مقصد ورسالة.
فلا شك أن ميقاتي يعرف أن إيراد أي معلومة على لسان رئيس حكومة، ولو في معرض التشكيك فيها، يرسخها في الأذهان. فكيف إذا كانت معلومة تطال «توازنات» البلد في ظرف يعيش فيه المسيحيون قلقاً على مصير الانتخابات الرئاسية، ويتشاركون مع جميع اللبنانيين الخوف على المستقبل؟
هل كان البلد يحتاج فعلاً إلى إثارة هذا الموضوع، مما استدعى نفياً من البطريركية المارونية ورداً قاسياً من «المؤسسة المارونية للإنتشار»، تساءلت فيه عن «سبب اهتمام الرئيس ميقاتي بعدّ المسيحيين بدلاً من أن يصب جهوده على الأمور التي تخفف من نزيف الهجرة، الذي يطال جميع اللبنانيين، ولاسيما بؤر البؤس حيث يدفع الناس أموالاً طائلة لركوب زوارق الموت».
رحم الله الرئيس رفيق الحريري صاحب القول الشهير:» وقّفنا العدّ».
والمشكلة ان ميقاتي يُمعن عدّ المسيحيين ليعرف كم باخرة يحتاج لترحيلهم.. فليسأل دين براون؟!.