أنطوان القزي

خطاب السيد حسن نصرالله يوم الخميس الماضي، كان من باب الإطلالة الروتينية التي لم يسعفها المضمون.
السيد حسن توجّه هده المرّة الى كاريش ربما يسعفه البحر والغاز والبترول ويعوّض عليه إخفاقات البر بكل تفاصيله السياسية والمعيشية.
إحتار السيّد ماذا يقول لناسه هذه المرةّ بعدما بلغ السيل الزبى.
فهو كسر ضلوع ثورة 17 تشرين بالعصي والحجارة وقمع الثوار وصولاً إلى شارع مونو في الأشرفية والشوارع الداخلية في عين الرمانة، ليطل الناس اليوم وبغير سياسة يحطّمون واجهات المصارف ليس بدافع الأحزاب و «السفارات» ، بل بدافع العوَز والجوع ..لنصل الى الوعيد الذي كاله السيد حسن يوم الخميس مهدّداً بمنع إسرائيل من استخراج النفط والغاز من حقل كاريش مقابل «أيّ تسويف في استخراج النفط والغاز من المياه اللبنانية»، معترفاً بذلك بإخفاق السلطة التي يدعمها في عدم تنفيذ وعودها وراح يرمي مسؤولية الفشل على إسرائيل وهذه عادةى معروفة يتقنها العرب منذ سنة 1948.
يا جماعة، السيّد حسن أشرف على كل تفاصيل اتفاق الترسيم بين لبنان وإسرائيل بكل تفاصيله من «طقطق الى السلام عليكم»، وهو عشية اتفاق الترسيم أطلق المسيّرات مهدداً إسرائيل وتدخّل في تشكيلة الوفد المفاوض مشدّداً على «ألّا يحصل استخراج من كاريش قبل حصول لبنان على مطالبه».
وبعد التوقيع على الترسيم شاهد اللبنانيون أسارير «حزب الله» تنفرج، وظنّوا أنهم سيغرقون في أنهار العسل واللبن؟..
اللبنانيون تعوّدوا على تهديدات «حزب الله» منذ حرب تموز حتى يومنا هذا، لكن اليوم لن تمرّ عليهم معزوفة التهديدات لأن إسرائيل تنفّذ في كاريش ما لحظه اتفاق الترسيم الذي كان حزب الله شاهداً عليه وضالعاً فيه، فلماذا لم تنفذ الدولة اللبنانية ما عليها، ولماذا لا يرمي السّيد المسؤولية على حكومة تعمل تحت سقفه.
هل تعلمون أن العرب كلما ارادوا الهروب من مسؤولياتهم او عجزوا عن كشف حقيقة ، يقولون «الحق على إسرائيل».
نحن متأكدون أن «الحق على اسرائيل» في اغتصابها أرض فلسطين وممارساتها التعسفية بحق الفلسطينيين وفي مصادرتها حقوقهم، أمّا أن نحمّلها مسؤولية فشل وفساد وسرقات أهل السلطة في لبنان ، فهذا من صنع أيدينا. وهذا ما يدركه السيّد تماماً ، لكنه يستمرئ قصف اللبنانيين بخطاباته المنبرية بصرف النظر عن مضمون هذه الخطابات. ويوهم اللبنانيين أن الهروب الى كاريش يحل مشكلة الدولار وصندوق النقد وانتخابات رئيس الجمهورية.
ختاماّ، الحزب مأزوم لأنه عاجز عن تأمين الأكثرية النيابية لمرشحه، ومأزوم لأن ناسه جاعوا كما سائر اللبنانيين ومأزوم لابتعاد حليفه الأكبر عنه.. فاختار الهروب الى كاريش؟!.