قضى أكثر من 25 ألف شخص في الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، يوم الاثنين الماضي، بحسب آخر أرقام رسمية أُعلنت، اليوم السبت.

وأفاد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أثناء زيارة لمدينة شانلي أورفا (جنوب شرق) أنه عُثر حتى الآن على 21848 جثة في تركيا فيما أحصت السلطات في سوريا 3553 قتيلاً، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وأُوقف نحو 12 مقاولاً في تركيا بعد انهيار آلاف المباني جنوب شرق البلاد جراء زلزال (الاثنين)، على ما ذكرت وسائل الإعلام المحلية، اليوم السبت.

وبين الموقوفين مقاول في محافظة غازي عنتاب و11 في محافظة شانلي أورفا، وفقاً لوكالة أنباء «دوغان» التركية.
وفي سياقٍ موازٍ، وصل المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس إلى مطار حلب الدولي، السبت، على متن طائرة حملت 37 طناً مترياً من الإمدادات الطبية الطارئة استجابة للزلزال المدمر، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا».
وقال غيبرييسوس للصحافيين من المطار: «إنها إمدادات طبية طارئة تبلغ نحو 37 طناً مترياً»، موضحاً أنّها «ستساهم في تقديم الدعم الطارئ للأشخاص المتضررين» من الزلزال.

وهذه الزيارة هي الأولى لمسؤول أممي بارز إلى سوريا منذ الزلزال المدمر. وأكد المسؤول الأممي أنّ منظمة الصحة العالمية ستواصل تقديم الدعم «عبر إحضار المزيد من الإمدادات الطارئة»، مشيراً إلى أن شحنة اليوم هي «الأولى وستليها شحنة أخرى غداً» محملة «بأكثر من ثلاثين طناً مترياً».
وشدد غيبرييسوس على أن المنظمة تعتزم «توفير الإمدادات الطارئة خصوصاً تلك المهمة للتعامل مع الصدمات (التروما) لدى الأشخاص المتضررين من الزلزال».

وأعرب عن قلقه إزاء تداعيات الزلزال، لا سيما لناحية شلّ الخدمات الأساسية على غرار المياه. وقال: «الناس معرضون لأمراض الإسهال… ومشاكل صحية أخرى خصوصاً مشاكل الصحة النفسية».
من جهتها، أعلنت منظمة الصحة العالمية السبت أن عدد المتضررين من جراء الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وسوريا هذا الأسبوع، بلغ نحو 26 مليون شخص، محذّرة من تضرّر عشرات المستشفيات.

ومع تخطي حصيلة قتلى الزلزال 25 ألفاً، أطلقت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة السبت نداءً عاجلاً لجمع 42.8 مليون دولار لمساعدتها في تلبية الاحتياجات الصحية الطارئة والكبرى.
وكانت المنظمة قد حرّرت بالفعل 16 مليون دولار من صندوق الطوارئ التابع لها، وكانت قد أفادت بأن عدد المتضررين من جراء الزلزال بلغ نحو 23 مليون شخص.

لكن هذا العدد ارتفع السبت إلى 26 مليوناً، يتوزعون على النحو التالي: 15 مليوناً في تركيا و11 مليوناً في سوريا.

وأكثر من خمسة ملايين من هؤلاء يعدون من بين الأكثر عرضة للخطر. وبينهم نحو 350 ألف مسن وأكثر من 1.4 مليون طفل.
وتفيد تقديرات منظمة الصحة العالمية بانهيار أكثر من أربعة آلاف مبنى في الزلزال، وبتعرّض نحو 15 مستشفى لأضرار جزئية أو كبيرة.
في سوريا حيث النظام الصحي متداعٍ من جراء حرب بدأت في عام 2011، تعرّضت 20 منشأة صحية على الأقل في شمال غربي البلاد، بينها أربعة مستشفيات، لأضرار.
يفاقم هذا الوضع صعوبة تقديم المساعدات لعشرات آلاف الأشخاص الذين أصيبوا في الكارثة.
ومع تدفّق المصابين بصدمات على أقسام الطوارئ، حذّرت منظمة الصحة العالمية من تعطّل حاد لخدمات صحية أساسية.
وقالت الوكالة التابعة للأمم المتحدة إن هناك حاجة ماسة لتقديم الرعاية الفورية للمصابين بصدمات، والرعاية التأهيلية لمراحل ما بعد الصدمة، والأدوية الأساسية، والوقاية لمنع تفشي الأمراض والسيطرة عليها وتلقي رعاية صحية ذهنية.
وأشارت الوكالة إلى أن «هدف منظمة الصحة العالمية هو إنقاذ الأرواح بعد الكارثة مباشرة، والتقليل إلى أدنى حد من عواقبها الصحية في نهاية المطاف، بما في ذلك الصحة الذهنية، وإعادة توفير الخدمات الصحية الأساسية سريعاً لجميع السكان المتضررين من الزلزال».
وأعلنت المنظمة أنها نقلت جواً 37 طناً مترياً من إمدادات معالجة الصدمات والجراحات الطارئة إلى تركيا الخميس، وأوصلت 35 طناً مترياً إلى سوريا الجمعة.
وأشارت إلى أن «هذه الإمدادات المنقذة للحياة ستستخدم لمعالجة 100 ألف شخص بالإضافة إلى إجراء 120 ألف عملية جراحية طارئة في كلا البلدين».

ويُرتقب وصول رحلة ثالثة محمّلة إمدادات مماثلة إلى سوريا اليوم الاثنين.