أعلنت شركة وودسايد الأسترالية تسريع تطوير مشروع الغاز في تيمور الشرقية؛ نظرًا للطلب المتزايد على الوقود في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأكدت وودسايد وشركاؤها -اليوم الإثنين 6 فبراير/شباط (2023)- التزامها بالعمل بسرعة لاختيار أفضل خيار لتطوير حقل غاز «غريتر صن رايز» (الشروق الأعظم)، مع الأخذ في الحسبان لأول مرة الفوائد المحتملة لتيمور الشرقية.
وكان تطوير حقول صن رايز قد توقّف لعقود من الزمن، وسط خلافات حول ما إذا كان ينبغي معالجة الغاز للتصدير بمحطة للغاز المسال في أستراليا أو تيمور الشرقية، أو على منصة عائمة للغاز المسال في بحر تيمور، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة رويترز.
ولأول مرة، أصبحت قضايا أمن الطاقة العالمية والتطور السريع في تيمور الشرقية بالحسبان، بما يتجاوز تكاليف رأس المال والتشغيل؛ إذ جفّ حقل بايو أوندان، الذي يُعدّ مصدر الدخل الرئيس لتيمور.

تطوير مشروع الغاز المسال في تيمور
سيمضي مشروع صن رايز المشترك -الذي يضم «تيمور غاب» بوصفها مالكة الحصة الأغلبية (56.56%)، وودسايد بوصفها المشغّل (33.44%)، وأوساكا غاز أستراليا (10%)-، قدمًا «على وجه السرعة» في برنامج لاختيار مكان إرسال الغاز للمعالجة.
وسينظر المشروع المشترك في جميع القضايا الرئيسة لتسليم الغاز ومعالجته ومبيعاته إلى تيمور الشرقية، مقارنةً بتسليم الغاز إلى أستراليا، بحسب ما جاء في بيان صحفي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وستتضمن الدراسات العمل السابق وتحديثه من خلال استعمال أحدث التقنيات وتقديرات التكلفة، مع مراعاة الفوائد الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والإستراتيجية والأمنية للخيارات المختلفة.
وقال بيان المشروع المشترك: إن «الدراسات ستشمل تقييم الخيار الذي يوفر أكبر فائدة لشعب تيمور الشرقية”.
ولم يُحَدَّد موعد نهائي لاختيار الخيار الأفضل، لكن المشروع المشترك قال، إنه يهدف إلى إكمال اختيار المفهوم بسرعة لضمان تدفق الفوائد من تطوير حقول صن رايز.
دراسة أفضل خيار للتطوير
أكدت الرئيسة التنفيذية لشركة وودسايد، ميغ أونيل، أن تطوير تقنيات جديدة والطلب المتزايد على الغاز المسال الآمن والموثوق، يعني أن هذا هو الوقت المناسب لطرح برنامج اختيار المفهوم.
وقالت أونيل: «من المهم أن نستمر في البحث عن طرق لتطوير حقول غريتر صن رايز باستعمال أحدث التقنيات من خلال تقييم الغاز المسال المعياري، الذي لم يكن موجودًا في الماضي»، عندما خلص شركاء المشروع سابقًا إلى أن الخيار الأفضل هو معالجة الغاز في داروين.
وتابعت: «على خلفية عدم الاستقرار الجيوسياسي العالمي وسلاسل إمداد الطاقة المقيدة، هناك فرصة لشركة صن رايز المشتركة لتعزيز هذا المشروع المهم إقليميًا بشكل كبير”.
من جانبه، أعرب الرئيس المدير التنفيذي لـ تيمور غاب، أنطونيو دي سوزا، عن سعادته لأن جهود شركته قد أسهمت بشكل كبير في تحقيق الهدف الذي طال انتظاره المتمثل في تطوير «غريتر صن رايز”.
كما قال المدير الإداري لشركة أوساكا غاز أستراليا، يو يوتسوكا، إنه من المهم تقييم ومقارنة مفهوم التطوير من وجهة نظر فنية وتجارية لتحديد الخيار الأفضل لنجاح مشروع صن رايز.

مشروع صن رايز في تيمور الشرقية
مشروع صن رايز -الذي يقع على بعد نحو 450 كيلومترًا شمال غرب داروين و150 كيلومترًا جنوب تيمور الشرقية- يشمل حقلي صن رايز وتروبادور للغاز والمكثفات، اللذين يُعرفان باسم غريتر صن رايز.
وقد اكتُشِفَت حقول الغاز في عام 1974، وتحتوي على 5.3 تريليون قدم مكعّبة من الغاز، و226 مليون برميل من المكثفات.
وصعّد رئيس تيمور الشرقية خوسيه راموس هورتا العام الماضي (2022) دعوات للحكومة الأسترالية لدعم خط أنابيب للغاز من حقول صن رايز إلى تيمور الشرقية، للمساعدة في جلب 50 مليار دولار من العائدات للبلاد و50 مليار دولار من الفوائد التنموية.
من جانبها، قالت شركة وودسايد -لأول مرة في 1 ديسمبر/كانون الأول 2022-، إنها مستعدة للنظر في إرسال الغاز من حقل غريتر صن رايز إلى تيمور الشرقية، بدلًا من خيارها المفضل منذ مدّة طويلة وهو داروين في أستراليا، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.

وجادلت وودسايد أنه سيكون من الأرخص تطوير المورد عن طريق إرسال الغاز إلى داروين، على الرغم من أنها بعيدة، إذ يوجد بها ميناء وبنية تحتية للغاز المسال.

إلّا أن حكومة تيمور تضغط من أجل بناء محطة للغاز المسال على شواطئها لتكثيف تنمية اقتصادها الصغير، الذي على وشك أن يفقد مصدر إيراداته الرئيس، وهو حقل الغاز بايو أوندان الذي ينضب.
أهمية مشروع الغاز لتيمور الشرقية
قالت الرئيسة التنفيذية لشركة وودسايد، ميغ أونيل، إن التكنولوجيا الجديدة أصبحت متاحة، بما في ذلك الغاز المسال المعياري، إذ لم تكن موجودة عند تقييم مشروع في تيمور سابقًا.
وقالت أونيل -في إفادة صحفية في ذلك الوقت-: «لذا، فإن مسؤولي تيمور حريصون للغاية على تحقيق هذا التطور في البلاد، ونحن ندرك أنه مشروع وطني مهم بالنسبة لهم، لذلك نشعر أنه من المناسب إعادة فتح تقييم المفهوم، وفهم التقنيات والتحديات التقنية».
ولم تناقش تقديرات التكلفة، لكنها قالت، إن تيمور الشرقية قد تسعى للحصول على تمويل خارجي للمساعدة في دفع تكاليف البنية التحتية التي ستحتاجها للبناء من الصفر.
وأضافت أونيل: «لدى تيمور الشرقية الكثير من الأصدقاء الدوليين، وقد يرغب الأصدقاء الدوليون في المساعدة ببعض تلك البنية التحتية غير الموجودة اليوم في تيمور، والتي كانت ستوجد إذا ذهبنا إلى داروين”.
وقال رئيس تيمور الشرقية خوسيه راموس هورتا -في سبتمبر/أيلول 2022-، إن إندونيسيا وكوريا الجنوبية واليابان والصين قد تكون مهتمة بالاستثمار في صن رايز.