أنطوان القزي

كثيرون لم يلاحظوا الأسبوع الماضي أن حكومة فيكتوريا
ألغت فعاليات الموكب السنوي الذي يقام بمناسبة يوم أستراليا. وهي خطوة استقطبت ثناء من قبل ممثلين عن سكان أستراليا الأوائل الذين وصفوا الموكب بأنه كان بمثابة «صفعة على الوجه» لسكان أستراليا الأصليين الذين يرون في تاريخ السادس والعشرين من يناير كانون الثاني يوما للحداد والبقاء. وفي المقابل اعتبرت المعارضة في ولاية فيكتوريا ان القرار مخيب للآمال، وطلبت تفسيرا من قبل الحكومة.

وقال متحدث باسم حكومة فيكتوريا في بيان «نعترف بأن يوم أستراليا يمثل يوم حداد وتفكير لبعض الفيكتوريين وهو وقت صعب للشعوب الأصلية».
كثيرون أيضاً لم يفطنوا لما حصل في أليس سبرينغ في المقاطعة الشمالية من إجرام يومي متواصل وسرقات وتعديات ليلية عير مسبوقة: الناس خائفون من ارسال اولادهم الى المدارس، ولا يتجرأون على الخروج ليلاً وأصحاب المحلات يشكون من فرض الخوّات؟!.

كثيرون لم يقرأوا ما قاله زعيم المعارضة الفيدرالية بيتر داتون في مقابلة صحفية: «هناك تقارير عن أطفال يركضون بالمناجل، وأطفال لا يريدون العودة إلى منازلهم لأنهم يشعرون أنه من غير الآمن البقاء هناك، لذا فهم يرتكبون جرائم».

وتوجّه الى المدينة مفوض شرطة المقاطعة الشمالية وقال ان الكحول هي جزء من المشكلة .وقد أعلن رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي ورئيسة وزراء الإقليم الشمالي ناتاشا فايلز حظرًا لمدة ثلاثة أشهر على بيع المشروبات الكحولية الجاهزة في المنطقة يومي الاثنين والثلاثاء وخفض ساعات التداول في الأيام الأخرى، مع حد شراء واحد للشخص الواحد كل يوم.
وزيرة السكان الأصليين ليندا بورني قالت بأن القيود الجديدة الصارمة على مبيعات المشروبات الكحولية هي مجرد بداية لتدابير مكافحة جرائم الشباب المتزايدة في أليس سبرينغز.
والمفاجأة ان الفريقين لم يرضيا بهذا الحل: أصحاب محلات بيع الكحول قالوا انها ضربة اقتصادية لهم، بينما الشاكون من التفلّت رأوا ان منع الكحول يومين فقط في الاسبوع لا يحل المشكلة، حتى أصبحت حكومة البانيزي «لا مع سيدي بخير ولا مع ستّي بخير»!.
كثيرون لم يشعروا أن قسماً من الأستراليين يعتبرون يوم 26 كانون الثاني يناير يوم يجب اقتلاعه من الروزنامة الأسترالية وأن قسماً آخر يعتبرونه يوماً وطنياً.
الشرخ الوطني يزداد وكذلك الشرخ الأمني والإجتماعي
( اعتقال 3 مراهقين أمس الأول الاثنين في أليس سبرينغز)!.
كثيرون لم ينتبهوا بعد أن أستراليا تقف «على مفرق طريق»؟!.إذ بعد مرور 123 على تأسيس الإتحاد الفيدرالي هناك جزء من السطان يعتبرون المواطن الأبيض مستعمراً!!.
هل هي البلاد التي قالوا عنها يوماً «لاكي كاونتري – الوطن المحظوظ»؟!.