أثار قرار السويد السماح لسياسي دانماركي متطرف بحرق نسخة من المصحف الشريف أمام السفارة التركية في ستوكهولم انتقادات واسعة وغضبا عارما لاسيما في مواقع التواصل الاجتماعي. واتهم ناشطون السويد بأنها تغذي روح الكراهية وتعلن «عدم احترامها لمقدسات ملياري مسلم من خلال السماح لمتطرف عنصري بإحراق نسخة من المصحف الشريف أمام سفارة تركيا».
وبحسب وسائل اعلام عربية وغربية، فقد قام زعيم حزب الخط المتشدد الدنماركي اليميني المتطرف راسموس بالودان بحرق نسخة المصحف أمام السفارة التركية بحماية من الشرطة السويدية، وذلك بتحريض من الصحافي السويدي المتطرف تشانغ فريك الذي عرض على بالودان التظاهر وحرق نسخة من المصحف أمام السفارة التركية، وضمن له تغطية جميع النفقات. وقال فريك انه دفع تكاليف التصريح للشرطة، وتكفل هو بتغطية الحدث بوصفه صحافيا،
ما دفع تركيا الى اتخاذ سلسلة من الإجراءات، فقد استدعى وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو السفير السويدي في أنقرة ستافان هرستروم للمرة الثانية خلال أيام قليلة.
ونددت الخارجية التركية «بأشد العبارات بهذا العمل الاستفزازي الذي يشكل بوضوح جريمة كراهية»، على ما أفاد مصدر ديبلوماسي.
ووصف وزير الخارجية التركي الخطوة بأنها «عمل حقير». وأضاف أن الاحتجاج لا يمكن تصنيفه على أنه حرية تعبير. وقال «لا يسمحون بحرق أي كتاب، لكن عندما يتعلق الأمر بالقرآن يتحدثون عن حرية التعبير».
تزامن ذلك مع تظاهرة نظمها متطرفون أكراد موالون لحزب العمال الكردستاني ومقربون مما يسمى «لجنة روج آفا» لدعم أكراد سورية، وهو الاسم الذي يطلقه الاكراد على شمال شرق سورية.
كذلك أعلنت تركيا إلغاء زيارة مقررة لوزير الدفاع السويدي بال جونسون الاسبوع المقبل وكانت تهدف إلى محاولة اقناع أنقرة بالتوقف عن معارضة انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي «الناتو». وأدان الناطق باسم الرئاسة التركية ابراهيم قالن بالتظاهرة معتبرا أنها «جريمة كراهية واضحة». وأضاف أن «السماح بهذا التحرك رغم كل التحذيرت يشجع على جرائم الكراهية والإسلاموفوبيا». وكانت أنقرة استدعت السفير السويدي الاسبوع الماضي بعد بث مقطع فيديو يسيء للرئيس رجب طيب اردوغان. ويتوقع ان تزيد هذه الاستفزازات التوتر بين انقرة واستوكهولم، حيث ترفض تركيا انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، متهمة البلدين بإيواء مطلوبين أكراد ومقربين من حزب العمال الكردستاني وحلفائه في شمال سورية والعراق الذين تصفهم بأنهم «إرهابيون».
السعودية والإمارات
أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة واستنكار شديدين لسماح السلطات السويدية لأحد المتطرفين بإحراق نسخة من المصحف الشريف أمام سفارة تركيا في ستوكهولم.
وأكدت الوزارة، في بيان أوردته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، على موقف المملكة الثابت الداعي إلى أهمية نشر قيم الحوار والتسامح والتعايش، ونبذ الكراهية والتطرف.
في سياق متصل، دانت دولة الإمارات العربية المتحدة بشدة ما أقدم عليه أحد المتطرفين في السويد من حرق لنسخة من القرآن الكريم
وزير خارجية السويد
من جهته، قال وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم امس الأول السبت إن الاستفزازات المعادية للإسلام مروعة، وذلك بعد أن قام ناشط ينتمي لليمين المتطرف بإحراق المصحف قرب السفارة التركية وسط احتجاجات متصلة بسعي السويد إلى الانضمام لحلف شمال الأطلسي.
وأضاف بيلستروم على «تويتر»: «السويد لديها حرية تعبير بعيدة المدى، لكن هذا لا يعني أن الحكومة أو أنا نفسي ندعم الآراء التي يتم التعبير عنها».