لا حديث يعلو هذا الأسبوع على حديث الزي النازي الذي ارتداه رئيس حكومة نيو ساوث ويلز دومينيك بيروتيت منذ عشرين عاماً بمناسبة عيد ميلاده الواحد والعشرين. يومها لم يكن بيروتيت ذا سلطة أو باع حزبية أو سياسية.
فهل إثارة الموضوع اليوم تأتي في سياق طبيعي، أم أنها تخضع لتوقيت ملتبس عشية الإنتخابات النيابية المحلية؟.
وهل تستوي غلطة بيروتيت وهو خارج كل مسؤولية مع كل الذين استقالوا بسبب ارتكابات اقترفوها وهم في سدّة المسؤولية؟.
ففي ثمانينات القرن الماضي، استقال رئيس حكومة الولاية نافل ران على خلفية تدخّله في قضية شخص رفع قضية ضد برنامج فور كورنرز.
وفي تسعينات القرن الماضي استقال نيك غراينر بسبب النقمة على الغلاء وتدنّي الأجور بعد قرار ضد حكومته من المحكمة الصناعية.
وسنة 2014 استقال رئيس الحكومة باري أوفاريل لأنه تلقّى هدية عبارة عن قنينة نبيذ ولم يفصح عنها.
وسنة 2021 استفالت رئيسة الحكومة غلاديس بريجيكليان لأنها قدّمت منحاً لمقعد واغا واغا الإنتخابي وهو مقعد صديقها داريل ماكغواير.
والأمر يسري على زعماء المعارضة: فالأحراري جون بروغدن استقال سنة 2014 لأنه قال عن زوجة بوب هيلينا أنها مستوردة من ماليزيا وبإمكانه أن يشحنها ويعيدها الى بلادها!.
والعمالي لوك فولي استقال سنة 2018 بعدما اشتكت عليه موظفة في ال آي بي سي» بزعم أنه لمسها سنة 2016؟.»
والعمالية جودي مكاي استقالت في تشرين الاول سنة 2021 بعد اتهامها بأنها تدخلت للتأثير في توظيف أحد المواطنين.
ولا ننسى أن ثلاث رؤساء حكومات في نيوساوث ويلز تبدلوا بين سنتي 2008 و2010 وهم موريس ييما وناثان ريث وكريستينا كينيللي!.
لأنّ كل هؤلاء أخطأوا وهم أصحاب مناصب وحوكموا على أساس استغلال مناصبهم؟!.
أما في قضية بيروتيت، فلا تذهبوا بعيداً.. فتشوا داخل البيت الأحراري، هناك يكمن السرّ وليس عند اللوبي اليهودي؟!.