بقلم هاني الترك OAM
كتب رئيس تحرير التلغراف أنطوان القزي في إفتتاحية ما قل ودل المقال الآتي:
الزميل هاني الترك كان ضيفاً دائماً على أثير إحدى الإذاعات الخاصة في سيدني.. فهو خزّان معلومات في الشؤون الاسترالية.. وهو قبل ان يلتحق بسلك الإعلام كان مسؤولاً عن مكتبات عامة وقانونية.. أكسبته الكثير من المعلومات.. بالإضافة الى مطالعاته الكثيرة كونه قارئاً نهماً.
منذ أكثر من سنتين ما عاد هاتف الزميل الترك يرن من جانب تلك الإذاعة.. مرّ أسبوع ،أسبوعان وثلاثة.. ولما حاول زميلنا الإستفسار عن سر هذه المقاطعة.. لم يكن يتوقع السبب.. إذ أجابته المذيعة على الخط الآخر:
«آسفة فصاحب الإذاعة ينزعج من كثر تنحنحك على الهواء «إحم إحم».. لذلك قرّر الإستغناء عن خدماتك». وللعلم فإن خدمات الزميل هاني الترك هي مجانية.. لأن بنك معلوماته هو في خدمة الجميع.
على كل حال فصوت الزميل الترك يلعلع على أكثر من إذاعة اليوم وهو مستمر لأن القيمين على الإذاعتين الأخريين غير مصابين بحساسية الـ»إحم إحم».
وأنا اليوم جئت أخبر الزميل هاني الترك ان شياطينه أو ملائكته موجودة في البيت الأبيض.. وقد أظهر مقطع فيديو لحظة طرد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لرئيس موظفي البيت الأبيض ميك مولافاني من مكتبه بعد دخول الأخير في حالة سعال أثناء مقابلة تليفزيونية.
وأظهر الفيديو إنزعاج ترامب الشديد من كحة رئيس موظفي البيت الأبيض.. وقام بتوبيخه أمام الكاميرا أثناء المقابلة مع جورج ستيفانوبولوس محاور شبكة أي بي سي. وبحسب صحيفة (ذي صن) البريطانية كان ترامب في منتصف الإجابة عن سؤال طرحه محاوره حول إقرارات الرئيس الضريبية.. عندما طلب ترامب إعادة تصوير المشهد بسبب ظهور صوت سعال ميك في الخلفية.
كان ترامب يقول: «آمل ان يطّلع عليه لأنه بيان مالي رائع».. عندما ظهر صوت الكحة في الخلفية وتابع قائلاً: «دعونا ان نعيد هذه اللقطة لأنه يكح في منتصف إجابتي،. أنا لا أحب ذلك وأنت تعلم إنني لا أحب ذلك».
ووجه ترامب كلامه الى رئيس الموظفين قائلاً: «إذا كنت ستسعل غادر الغرفة، فلا يمكنك فعل ذلك هنا». ثم إستدار وسأل المحاور: «حسناً هل تريد إعادة السؤال بطريقة مختلفة؟».
فيا صديقي هاني.. يبدو ان كثيرين مصابون بالحساسية الترامبية.. وهم الخاسرون.
العودة إلى الجذور
الآن وبعد مرور ثلاث سنوات من نشر صديقي وزميلي أنطوان القزي للمقالة السابقة خفيفة الظل.. فأنا تقاعدت من مهنة المتاعب.. ولكن لا تقاعد من الإعلام.. مع العودة الى الجذور.
فلا زلت أكتب للتلغراف عامودي الأسبوعي «استراليات» والذي عمره حوالي 50 عاماً.. وطبعاً أقرأ الصحف يومياً.. وأشاهد الأفلام العربية التي أحبها من الفضائيات التي لم أشاهدها بحكم هجرتي الى استراليا منذ 53 عاماً.. وتركيزي على الشؤون الاسترالية.
ويكفيني الاستماع الى إذاعة إس بي إس عربي 24.. فهي تغطي معظم الأحداث الجارية في استراليا والعالم.. وأتررد على مراكز الموسيقى والأغاني العربية.
أما تلك الإذاعة الخاصة مثل باقي الإذاعات التجارية العربية المحلية فقد فقدت أهميتها ورصيدها من المستمعين بشكل كبير أمام تطوير إس بي إس 24.
وأني أذكر حينما كنت أطلع على إذاعة إس بي إس دائماً.. كانت ملكة المذياع سيلفيا مزهر.. وهي الآن مديرة إس بي إس عربي 24 تقول بظرافة وخفة دم.. هاهو الإعلامي هاني بنحنحته المتميزة.. وكنت أضحك راضياً عن تعليقها.. فأنا في الحقيقة أعاني من الربو طيلة عمري.
على أي حال إن صاحب تلك الإذاعة الذي تقاعس عن الاستفادة من معلوماتي مقبول.. مثل ترامب الذي أخشى أن يعود الى سدة الحكم في الولايات المتحدة والذي يتمتع بفرصة الفوز.