أنطوان القزي

بعد انعقاد الجلسة الحكومية يوم الإثنين ،»أطلّ رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مستشيطاً ومدجّجاً بقنابل غضب عنقودية زنّر بها تفاهم «مار مخايل» مهدداً بتفجيرها ونثر شظاياها في كل الاتجاهات لتهدم أعمدة التحالف مع «حارة حريك» وتسقط معها التغطية العونية المسيحية لسلاح «حزب الله» رداً على الطعنة الحكومية التي تلقاها رئيس «التيار الوطني» من الثنائي الشيعي… وافتدى الوزير جورج بوشيكيان نفسه بها مع إعلان حزب «الطاشناق» مساءً فصله عن كتلة «نواب الأرمن”.
هذه مقدمة من جملة مقدمات «مونديالية» زخرت بها الصحف اللبمتمية غداة انعقاد جلسة الإثنين.

ومقدمة ثانية تقول:» نام جبران باسيل ليل الأحد على فراش «الثلث المعطّل» ولم تنم «عين التينة» قبل أن تضمن «سحب بساط» التعطيل من تحته، فاستيقظ صباح الاثنين ليجد نفسه في «العراء السياسي» خارج خيمة «حزب الله» الذي آثر نزع الغطاء الحكومي عن باسيل ليغطي به نجيب ميقاتي مانحاً بذلك الضوء الأخضر لانعقاد مجلس الوزراء، فتقرّر أن يلعب الوزير جورج بوشيكيان دور «الوزير الملك» لتأمين النصاب القانوني تحت سقف «تخريجة» محبوكة تنأى بحزب «الطاشناق» عن واجهة المواجهة على اعتبار أنّ بوشيكيان «خالف التعليمات والتمنيات» بعدم حضور جلسة الإثنين.

ومقابل هذه «التخريجة» الهادفة إلى حفظ «ماء وجهه»، تلقى باسيل في المقابل «فركة أذن» تأنيباً على محاولته تجاوز الحدود المرسومة له والاستئثار بقرار التعطيل الحكومي لوحده دون الرجوع إلى قيادة «حزب الله»، فكان القرار بإعادة تحجيمه ونزع صاعق «الثلث المعطل» من قبضته، خصوصاً وأن «الحزب» يتعاطى مع حكومة ميقاتي على أنها مطابقة للمواصفات المطلوبة في «حماية ظهر المقاومة» خلال مرحلة الشغور، ولن يفرّط بها حتى تأمين انتخاب رئيس جديد للجمهورية يتمتع بالمواصفات نفسها.
لكن اللافت ما كتبه أمين سر التيار النائب ابراهيم كنعان في «النهار» البيروتية» تحت عنوان « «بين تمدّد تصريف الأعمال والتصرّف بالدستور: الرئيس هو الحلّ».. لن أنشر دراسته المطوّلة المقروءة من عنوانها، لكنني أسأله:»اليس اتنخاب رئيس للجمهورية يعفينا من معارك الصلاحيات ةتفسير بنود الدستور، وما دام الرئيس هو الحل، لماذا لا تطلب أخي برهوم من زعيم تيارك وأعضائه أن يستعملوا الحبر بدل إسقاط الأوراق البيضاء؟!. وإذا كانت الكيمياء تمنعكم من انتخاب فرنجية، واذا كانت الضغينة تجعلكم تخشون انتخاب جوزيف عون، فلماذا لا تؤيدون ميشال معوّض وهو الذي اعطيتموه براءة ذمة وحسن سلوك يوم كان حليفكم؟
إنها فرصة جبران اليوم كي يعوّض عمّا فعله عمّه الجنرال يوم حرَم الرئيس الشهيد رينيه معوض من الصعود الى بعبدا.
إن شعار «أنا أو لا أحد» لا يصلح في كل الظروف وما رفعه العمّ شعاراً لا يصلح مع الصهر اليوم.. وما دام النائب ابراهيم كنعان يعرف ما هو الحلّ فلماذا لا يقرأ مزاميره على مسمع رئيس تياره ويجعله يقلع عن الورقة البيضاء، أم أنه يخاف أن يلقى مصير زياد أسود.!.