كشف المبعوث الأميركي الخاص لإيران روبرت مالي أن الرئيس جو بايدن مستعد لاستخدام الخيار العسكري بهدف منع إيران من حيازة سلاح نووي في حال فشلت العقوبات والدبلوماسية.
وكان مالي يتحدث مع مجلة «فورين بوليسي»؛ إذ قال ملوحاً بإجراءات متعددة: «ستكون لدينا العقوبات، وسيكون لدينا الضغط، وستكون لدينا الدبلوماسية». وأضاف: «إذا لم ينجح أي من ذلك، قال الرئيس، كملاذ أخير، إنه سيوافق على الخيار العسكري». إذا كان الأمر «يستوجب ذلك لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، هذا ما سيحصل. لكننا لسنا هناك».
وأكد مالي أن إدارة الرئيس بايدن لا تزال تأمل في أن تغير إيران مسارها الحالي. وأضاف أن المفاوضات غير المباشرة بين واشنطن وطهران توقفت بعدما قدمت إيران مطالب إضافية لا علاقة لها بصلب الاتفاق النووي.
وكرر مالي في الآونة الأخيرة أن واشنطن لم تعد ترى البرنامج النووي لإيران منفصلاً عن القضايا الأخرى. وأقر بأن «تركيزنا على الاتفاق لا يمضي قدماً» في ظل ما يحدث من احتجاجات شعبية واسعة النطاق في إيران و«القمع الوحشي للنظام ضد المحتجين».
وبعدما تحدث عن «بيع إيران طائرات مسيّرة مسلحة لروسيا»، أكد تمسك الولايات المتحدة بـ «تحرير رهائننا»، في إشارة إلى المواطنين الأميركيين الثلاثة المحتجزين في إيران.
وكان مسؤول أميركي رفيع قال إنه حتى لو عادت إيران إلى طاولة المفاوضات، فإن «الإدارة الأميركية تتعامل حالياً مع الموقف وكأنه لا يوجد اتفاق نووي».
لكن المبعوث الأميركي مالي كرر أن إدارة الرئيس بايدن لم تتخلَ عن الدبلوماسية، لكن الخيار العسكري ملاذ أخير لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس الأربعاء، أن النظام الإيراني يسيء فهم مواطنيه «بشكل عميق» بإلقاء اللوم على جهات خارجية في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي.
وقال بلينكن، في تصريحات لشبكة «سي إن إن» الأميركية، إن «ما يحدث في إيران يتعلق أولاً وقبل كل شيء بالإيرانيين ومستقبلهم وبلدهم، ولا يتعلق الأمر بنا»، مضيفاً أن «أحد الأخطاء العميقة التي يرتكبها النظام هو محاولة توجيه أصابع الاتهام إلى الآخرين، في الولايات المتحدة، وإلى الأوروبيين».
وتابع بلينكن أن العالم «يركز بشكل صحيح على ما يحدث في الشوارع في إيران». وكشف أن «هناك خطوات أخرى نتخذها دبلوماسياً، عبر المنظمات الدولية ومع كثير من البلدان الأخرى، لتوضيح كيف يرى العالم القمع الذي يجري في إيران، لمحاولة قمع أولئك الذين يحاولون ببساطة التعبير سلمياً عن أنفسهم». وكرر أن «التركيز الرئيسي يجب أن يظل على الشعب الإيراني. هذا يتعلق بما يريدونه وما يحتاجون إليه وما يتوقعونه».