بقلم هاني الترك OAM
إمرأتان مظلومتان
ما أشبه اليوم بالأمس.. فمن المتوقع تبرئة كاثلين فولبغ من جريمة قتل أطفالها الأربعة.. فقد أمضت 19 عاماً من إدانتها لـ25 عاماً بالجريمة.. وكانت الجريمة هي خنق أطفالها الأربعة.
وقفت أمام المحكمة باردة الأعصاب مذهولة.. والآن يطالب 151 عالماً بتبرئتها من الجريمة.. لأن الأطفال لاقوا حتفهم أثناء النوم نتيجة مرض وراثي.
وتذكرنا هذه الحادثة بقضية القرن العشرين حينما أُدينت ليندي شامبرلاين بجريمة قتل طفلتها آذاريا كضحية دينية وأمضت في السجن ثلاث سنوات.. ولكن تبين بعد ذلك ان الكلب المتوحش دينغو قد خطف آذاريا وقتلها.
برّأت المحكمة بعد ذلك شامبرلاين من الجريمة.. وكانت أثناء المحاكمة باردة الأعصاب.
وقد ظن الجميع ان كلاً من فولبغ وشامبرلاين قد قتلتا أطفالهما.. ولكن تم تبرئة شامبرلاين.. ومن المتوقع تبرئة فولبغ من التهمة بالأدلة العلمية.
أجمل قبلة عند الحاكم العام هي قبلة الكلب
تقول الحاكمة العامة السابقة كوانتن رايس انها صافحت أيدي الرؤساء والملكة.. وقابلت البابا.. ولكن لم يرسم البسمة على وجهها ويسعدها في أي لقاء أكثر من قبلة كلبها بالفم.
فهو يشاركها حياتها في كل شيء مثل أخذ الحمام المشترك.. والسير معه كل صباح.. إذ أن الكلب يعتبر في حياتها كشريك لها.
إن الحيوانات الأليفة عند الاستراليين هي أفضل من الإنسان.. وأذكر انني قرأت في عدة كتب للمؤلفة الكبيرة سيلفيا براون تقول فيها ان أعظم شيء في حياتها هو الحيوانات الأليفة.
حتى انها قالت صراحة انه إذا لم يوجد حيوانات أليفة في الحياة الأبدية.. فإنها لا تريد الولوج الى تلك الحياة.. فإن الرفق بالحيوان مطلوب.. ولكن ليس بإستبداله عن الإنسان.. عجبي.
العمل حق وشرف وحياة
منذ حوالي 48 عاماً أثناء دراستي في جامعة نيو ساوث ويلز كنت قد رسبت في مادتين ونجحت في باقي المواد.. طُلِب مني أن أعيد دراستهما.. وقتها ذهبت للعمل كمنظف في المصنع حتى أكسب رزقي في الحياة.. وبعد نجاحي في المادتين مكثت بعملي في المصنع أثناء بحثي عن عمل في مجال تخصصي المهني في إدارة المكتبات.
ومن ضمن طلبات الوظائف التي تقدمت فيها مكتبة كان مديرها رجلاً عاقلاً.. فرغم عدم تمكني من اللغة الإنكليزية في ذلك الزمن.. ومحدودية معرفتي بالمجتمع الاسترالي.. فقد قبلتني لجنة التوظيف للعمل في المكتبة لسبب هام كما قال مدير المكتبة ورئيس لجنة التعيين وهو:
إنك مكافح ومتواضع برغم حصولك على شهادة جامعية وتنتظر أن تحصل على وظيفة في مجال تخصصك بينما تعمل كمنظف في المصنع.. فإني أراك رجلاً عصامياً والقليل من خريجي الجامعات في استراليا يقبلون ما تعمله.. وبالفعل عُينتُ في الوظيفة.
وفي قصة كفاح أعجبتني بطلها مارك دوغلاس الذي كان قد عاش في ظروف معيشية فقيرة.. مثل قيادة شاحنة عند سن 29 عاماً.. حيث قرر دراسة القانون.. وبعد التخرج عمل في وظيفة محامي متخصص في القانون الجنائي.. وعُين بعد ذلك قاضياً في المحكمة.
فليس هناك عيب في العمل الشريف.. والعمل حق وحياة وشرف.. مهما كان متواضعاً.. ومن طلب العلا سهر الليالي.
Hani Elturk Oam