أنطوان القزي

من علامات الأزمنة الرديئة أن يعود نائب سفر برلك فيصل كرامي الى البرلمان اللبناني.
ومن علامات الأزمنة «ألأردأ» أن يكون الأمين العام لحزب البعث العربي الإشتراكي علي حجازي أول الواصلين الى كرم القلة في طرابلس لتهنئة نائب طرابلس “الشام” فيصل كرامي!(الصورة). .
فمنذ أن «فرّم” فيصل كرامي أسنان الحليب، وقبل أن يظهر “ضرس العقل» في فمه، لم يوفّر فرصة في نبش زمن الحرب والقتل على الهوية، واللعب على الغرائز، وراح يستخدم الأدوات البائدة لاستنهاض الناخبين الطرابلسيين كما فعل عشية الإنتخابات النيابية في أيار الماضي وأحكامه دائماً قائمة على استنسابية الحقد المتمكّن منه والمتأصّل في نفسه لأنه يهاجم من يزعم أنهم متهمون باغتيال عمّه الرشيد وهو يتحالف مع من قتلوا كثيرين غير عمّه؟!.
فيصل كرامي مسكون بمتلازمة الثأر والكراهية ، وغداة إعلان عودته الى البرلمان يوم الخميس الماضي قال: “نحن اليوم أمام مشهد سياسي معقد ، واليوم أنا بين أهلي وناسي الى يوم الاثنين المقبل، عندها سنبدأ الإتصالات لإنشاء جبهة سياسية وتذليل العقبات وجمع ما انقطع والتواصل ، نمدّ يدنا للجميع باستثناء القوات اللبنانية، وما كاد ينتشر الخبر حتى نامت معراب بلا عشاء في ذاك المساء، لأنها خسرت نعمة مصافحة “يد بيضاء”!!..
وأضاف الفيصل : “نحن لدينا أهداف علينا تحقيقها، وعدم السماح لهم تحقيق أهدافهم، هدفنا أن لا نسمح لهم باستغلال مدينتنا مرة ثانية بمؤامرات وحروب عبثية، هدفنا عدم نقل مرجعية طرابلس لخارج المدينة. جربناهم بنقل مرجعية طرابلس لخارجها، فأين أصبحت؟ أما اليوم فيريدون نقل مرجعية المدينة الى معراب، من هنا نقول لهم: فشرتم”… ونسي النجل والحفيد والوريث، أنه هو نقل مرجعية الفيحاء عندما ارتضى عطايا الرئيس نبيه بري، وتجسّد ذلك في حقيبة وزارية من حصة الشيعة، في حكومة نجيب ميقاتي الثانية أو حكومة «القمصان السود» العام 2011… ونسي أنه هو أول من أدخل الغرباء الى طرابلس؟.
وفي المرة الثانية، بعد انتخابات 2018، ارتضى كرامي أن يشكّل مع آخرين ما سُمّي «اللقاء التشاوري»، وتبيّن أن مهمته الأساس التعطيل أو «تعكير» مزاج سعد الحريري وكسر «احتكاره».. لنتذكر أن النائب قاسم هاشم «المستقل»، ينتمي الى حزب «البعث»، وهو عضو في تكتل الرئيس نبيه بري، وكذا النائب الوليد السكرية الذي كان عضواً في كتلة «الوفاء للمقاومة».
فالفيصل الحليف لحزب إيراني، يتردد أنه تلقى مساعدات من تركيا ووزعها على مناصريه، يحارب الآخرين باسم العروبة،  ويضع خصومه في خانة المطبّعين مع العدو.
ربما من المفيد تذكير النائب فيصل كرامي أيضاً أنّه خلال محاصرة “حزب الله” للرئيس فؤاد السنيورة في السراي الحكومي عام 2006، شاركت مجموعة تابعة لـحزب التحرر العربي” الضذي يرأسه كرامي،  في ذاك الحصار من خلال خيمة رفعت اسم الرئيس الراحل عمر كرامي.
لكنّ قيادة “حزب الله” لم تستطع تحمّل وجود اسم عمر على راية الخيمة، فأزالت اسم عمر وأبقت اسم كرامي.
في الختام، رغم التضاد الإيديولوحي والعقائدي والسياسي والإجتماعي بين «القوات اللبنانية» و»حزب الله» ، فإن هذا الأخير لم يستثنِ القوات اللبنانية في سعيه للتواصل مع الإفرقاء اللبنانيين، وما لم يفعله «الوصي» «حزب الله» فعله «الصبي» فيصل كرامي.
حرام طرابلس، فمدينة العلماء لا تستحق كل ذلك العقاب!؟..