جددت الولايات المتحدة «معارضتها الشديدة» لشن تركيا عملية عسكرية تلوّح بها منذ أيام في شمال سوريا، ما أثار غموضاً حول ما إذا كانت أنقرة ستتحدى فعلاً اعتراضات واشنطن وتشن هجومها المرتقب على «وحدات حماية الشعب» الكردية التي يعتبرها الأتراك منظمة إرهابية لكن الأميركيين يعتبرونها في الوقت ذاته حليفهم المفضل في الحرب ضد تنظيم «داعش».

وأكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن هدفه إقامة «حزام أمني من الغرب إلى الشرق» على طول الحدود الجنوبية لبلاده، ما يعني إخراج القوات الكردية من معقلها الرمزي في مدينة عين العرب (كوباني) الحدودية. وقال إردوغان في كلمة بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة: «مع الحزام الأمني الذي ننشئه خارج حدودنا، سندافع عن حقوق الملايين من النساء والأطفال الأبرياء». وأضاف: «إن شاء الله سننجز هذه (المنطقة) على طول حدودنا بأكملها من الغرب إلى الشرق في أقرب وقت ممكن»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

لكن الإصرار التركي على شن العملية العسكرية ضد «الوحدات» الكردية في سوريا قوبل من جديد بتحفظ أميركي واضح، إذ نفى المبعوث الأميركي لشمال شرقي سوريا، نيكولاس غرانجر، إعطاء واشنطن موافقة لتركيا لشن هجومها المرتقب، قائلاً إنه «تم إبلاغ أنقرة عبر سفيرنا معارضتنا الشديدة لعمليتها العسكرية». وأضاف غرانجر، في مقابلة تلفزيونية، الجمعة، أن العمليات العسكرية تقوّض جهود مكافحة «داعش»، وتهدد الاستقرار في المنطقة. وتحتفظ الولايات المتحدة بنحو 900 جندي يتمركزون خصوصاً في شمال شرقي سوريا ويعملون مع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) التي تقودها «الوحدات» الكردية.

والتقى وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الخميس، على التوالي السفير الأميركي ونظيره الروسي اللذين دعوا بلده إلى «ضبط النفس».