أنطوان القزي
ما حصل مؤخراً لجهة عدم نجاح المسؤولين اللبنانيين في التوصل لصيغة قانونية تتيح لهم صرف مبلغ 5 ملايين دولار للشركة المعنية بالسماح ببث المباريات محلياً، كشف هشاشة الوضع الحالي والتحديات الكبرى التي تنتظر البلد المقبل على استحقاقات كثيرة في ظل شغور رئاسي وعدم إمكانية انعقاد مجلس الوزراء الذي ينص الدستور أنه لا يستطيع أن ينعقد وهو في حالة تصريف الأعمال إلا في حالات الضرورة القصوى.
ورغم استنفار المعنيين وعلى رأسهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الإعلام زياد مكاري في الأيام الماضية لإيجاد مخرج مناسب لدفع هذا المبلغ فإنهم لم يتمكنوا حتى الساعة من التوصل لآلية تسمح بعدم المرور بمجلس الوزراء ولا حتى عبر شركات الاتصالات كما سبق أن أعلن ميقاتي.
ميقاتي حضر حفل افتتاح المونديال في قطر، وميقاتي يتصدر أغنياء لبنان حسب أرقام مجلة «فوربس» لأغنى أغنياء العالم، والخمسة ملايين دولار ليست سوى نقطة في بحر ما يملكه ميقاتي من مال، إنها فرصته اليوم ليهدي اللبنانيين حضور المونديال فيحوّلوا شوارع لبنان الى مهرجانات فرح.
في الماضي، وفي أسوأ ظروف لبنان تابع المواطنون فعاليات المونديال: سنة 1962 تابعوا المونديال وهم يخرجون لتوّهم من إنقلاب القوميين الفاشل، يومها فازت البرازيل.
سنة 1974 شاهد اللبنانيون المونديال رغم الإشتباكات النقّالة بين الجيش والفلسطينيين. وفازت يومها المانيا.
ستة 1978 شاهدنا المونديال وكان رعب الإعتداءات الإسرائيلية يخيّم على لبنان.وفازت يومها الأرجنتين.
سنة 1982 أذكر أننا شاهدنا المونديال وكان الجنود الإسرائيليون أمام أبواب بيوتنا وفازت يومها أيطاليا.
سنة 1986 شاهدنا المونديال مهجّرين بعد سقوط الإقليم، وفازت يومها إيطاليا.
في ظل أصعب الظروف، شاهد اللبنانيون المونديال، وفي ظل الإحتلالات والهيمنات، أما اليوم فخمسة ملايين دولار تحول دون دخول المونديال الى بيوت اللبنانيين.. وأموال المسؤولين يأكلها العفن في المصارف السويسرية؟!.
خمسة ملايين يا محسنين.