هل ما حصل في عكار يوم الخميس الماضي، وبالتحديد في بلدة الكواشرة هو استدراج عروض طائفي لإقامة تماثيل لا علاقة للبنان فيها بل هي لنكء الجراح.
فعندنا يرتفع في بلدة الكواشرة العكارية تصب تذكاري ل»شهداء جمهورية أذربيجان»، ماذا يعني ذلك؟!.. وإذا كان الكواشريون من أصول تركية فهل هذا يبرّر إقامة التمثال علماً أنه لا يوجد تمثال لشهداء أذربيجان على كل الأراضي التركية.
وماذا نقول غداً إذا فكّر الأرمن مثلاً في إقامة تمثال لشهداء أرمينيا في برج حمود؟!.لتكتمل «السيبة» مع تمثال سليماني في الغبيري؟!.
غريبة أطوار اللبنانيين: جائعون، يعيشون على العتمة ونقّاقون ولكنهم في النكايات ينسون كل بلاواهم ومضائبهم.
الأمين العام لحزب الطاشناق هاغوب بقرادونيان أعرب عن مفاجأته ليس من إقامة التمثال وحسب، بل من مشاركة النائب العوني جيمي جبور بإزاحة الستار.
أعتقد جبور أنه يحقق إنجازاً وطنياً وكان منشرحاً لأنه يشارك لأول مرّة في حياته بإزاحة ستار، لكنه إزاء استغراب وعتب حلفائه الأرمن

غرد عبر «تويتر» قائلاً: «أحترم تضحيات الشعب الأرمني وبالتأكيد أنني حريص على مشاعر اللبنانيين الأرمن».

في اليوم التالي ، عقدت الأحزاب الأرمنية الثلاثة الطاشناق والهنشاك والرامغافار إجتماعًا استثنائيًا في مقر حزب الهنشاك وفي الختام صدر البيان الآتي:
إن الأحزاب الأرمنية السياسية الثلاثة تستنكر بشدّة إحياء بما يسمّى ذكرى شهداء جمهورية أذربيجان وتشييد نصب تذكاري لشهداء الجيش الأذربيجاني في بلدة الكواشرة في عكار.
أعرب المجتمعون عن سخطهم إزاء مراسم وخطوات هذا الفعل الذي يناقض الموقف الرسمي للدولة اللبنانية الذي يستنكر إقدام الجيش الأذري على اجتياز الحدود الرسمية لدولة أرمينيا وارتكاب جرائم
وأكّد المجتمعون على ضرورة ألاّ ينجر لبنان إلى الفخ الأذربيجاني في محاولة لتزوير التاريخ وعلى ضرورة احترام حقوق الشعب الأرمني وكرامة الطائفة الأرمنية في لبنان.
وكان النواب الأرمن تساءلوا: « ما هو محل جيمي جبور من الإعراب في هذه المناسبة، وهو يقف الى جانب القنصل الأذربيجاني في لبنان شاهين بناهوف والقائم بأعمال السفارة الأذربيجانية شاهين بناهوف، ممثلة السفير التركي المستشار الأول في السفارة يتر يامان، رئيس اتحاد بلديات الدريب الاوسط عبود مرعب ورئيس بلدية الكواشرة عبد الكريم محمد وشخصيات.
والسؤال: ماذا لو أقامت الأوكرانيات غداً تمثالاً لشهدائهنّ في المعاملتين والروسيات تمثالاً لبوتين في الضاخية أو رأس بيروت؟!.
«خبيصة»!!!.