أنطوان القزي
على درج بعبدا تدحرجت في الأسبوعين الأخيرين الأوسمة تماماً كما تدحرحت السنوات الست في أيامها الأخيرة.
الصدور راحت تلمع، وكأن الجنرال كان في سباق من الوقت لتقليد الأخصاء والأحباء شيئاً تعويضاً عمّا عجز عنه طيلة سنوات عهده .
كاد لا يمر يوم في آخر أيام العهد من دون تقليد شخصية أو أكثر وساماً من أوسمة الدولة اللبنانية، وقد فوجئ كثير من اللبنانيين بحفلة توزيع الأوسمة من قبل رئيس الجمهورية ميشال عون على مَن يستحق ومَن لا يستحق من مناصريه سواء كانوا سياسيين أو قضاة أو إعلاميين، ما استدعى الاستغراب وطرح علامات استفهام كثيرة حول المبرّرات والخدمات الجليلة التي قدّمها للبنان المحظيون بهذه الأوسمة والذين بلغ عددهم العشرات.
غير أن شمول هذه الأوسمة السفير السوري في لبنان عبد الكريم علي اعتُبر سقطة جديدة من سقطات العهد لم يهضمها جمهور 14 آذار/مارس الذي تناقل صورة الرئيس عون وهو يقلّد الوسام لسفير النظام السوري وإلى جانب هذه الصورة انتشرت صورة نعوش شهداء الجيش اللبناني الذين سقطوا في معارك عون ضد الجيش السوري في 13 تشرين. وسأل خصوم العهد “على ماذا يتم تكريم السفير السوري؟ هل على مساهمة نظامه في كشف مصير المفقودين في السجون السورية؟ أم لدوره في إعادة النازحين من لبنان؟ أم لإلغائه زيارة الوفد الرسمي إلى دمشق من أجل ترسيم الحدود؟”.
ومما رصد من تعليقات حول موضوع منح الأوسمة ما كتبته الناقدة الفنية جوزفين حبشي “كلو ممكن نبلعو يا بي الكل، وسام لأم شريف وأم بطيخ وأم منخار كلوووو بيقطع، بس وسام لسفير نظام الاسد السفاح!! الله يقطّعكن على خير يا هال كم يومين الباقييييين”.
ورأى الاعلامي اميل العليّة أن “تكريم الرئيس عون للسفير السوري لم يكن منطقياً.. المنطقي هو أن يكرّم السفير السوري ميشال عون ويمنحه وساماً باسم سوريا الأسد أعلى وسام لأنه خدم المصالح السورية أكثر مما خدمها السوريون أنفسهم”.
وعلّقت المرشحة السابقة منى سكر لبكي “بزمن الكوليرا أوسمة عمدّ عينك والنظر، شي بروس وشي بلا.. وخذوا هالوسام رمز البعثية السورية والارهاب وسام الاغتيالات”.
وأسف ميلاد كركي لمنح رئيس الجمهورية وساماً للسفير وكتب “10 أمهات توفيت وهي تنتظر أبناءهن للعودة من أقبية التعذيب السورية غير الذين دفنهم النظام السوري بمقابر جماعية، وميشال عون يقلّد سفير القتلة وساماً برتبة ضابط”، سائلاً “أي شرف وأي تضحية وأي وفاء؟”، وختم “ستبقى تيار العار من تاريخ وطن”.
من ناحيته، لاحظ النائب السابق جواد بولس أنه في وقت تعاني الادارات من غياب الورق والمحابر والاقلام والكهرباء والمياه والملفات وخدمات التنظيف والمعلوماتية، هناك الكثير من النياشين والأوسمة وكأنه كتب لها موازنة خاصة.
أما أقسى التغريدات فجاءت من قبل الوزير السابقة مي شدياق التي قالت عن عون “يا رياح كتّر القبايح”، مضيفة “صولد عالاوسمة ليللي بيستاهل أو ما بيستاهل، فهمنا. بس تقليد السفير السوري وسام من رتبة ضابط على شو؟ عإنجازاته؟ عإستخباراته؟ على عجرفته؟!”.
وأجمل ما في المشهد أن جوقة المستشارين نفسها ذاهبة الى الرابية.. ومسلسل سليم جريصاتي مستمر؟!.