بقلم هاني الترك
By Hani Elturk OAM
Themistocles Adamopoulo
ثيميستوكل أداموبولو من الكنيسة الأورثوذوكسية اليونانية مولود في الإسكندرية في مصر عام 1952.. المدينة الثرية بالتراث والتاريخ.. من كليوباترا.. قيصر.. إلى الإسكندر الأكبر.
هاجر أبواه الى استراليا حينما كان عمره 7 سنوات.. كانت فترة صعبة لهما للإندماج في المجتمع الاسترالي.. عملا في المصانع.
نشأ المطران وترعرع في ملبورن.. وأراد أن يحدد هويته الاسترالية.. فلعب الكريكت والراغبي ليغ.. يتكلم ثلاث لغات الفرنسية والإنكليزية واليونانية.. كان يبحث عن شيء لم يعلم ما هو.
حينما أصبح شاباً رأى في الموسيقى أنها تتناسب مع إندماجه بالمجتمع الاسترالي.. وليس مع مجتمع المهاجرين.. إنضم الى فرقة الموسيقى
“The Flies”.. اصبح معروفاً بإسم تيمي أدامز.. كان يحب الموسيقى والغناء يتجول في أنحاء استراليا مع الفرق الموسيقية.. ويتعاطى المخدرات.
أدرك أدامز بعد ذلك أنه لا مستقبل في الموسيقى.. درس الماركسية في الجامعة وإنضم الى الحزب الشيوعي.. وكان يحث العمال على الإضراب بكل ما يستطيع من قوة.. تحول الى محاضر أكاديمي مدافعاً عن الزعيم الشيوعي شي جيفارا.. إنضم الى المتظاهرين حينما قام الرئيس الأميركي ليندون جونسون بزيارة استراليا.. حيث كانوا يقذفون البيض على الرئيس الأميركي. ولكن وجد ان هذا ليس ما يريده لمستقبله حينما يبلغ الخمسينات من العمر.. فأصبح نباتياً وإلتحق بمعهد الكريشنا.. وتقمص شخصية الواعظ الروحي الى جانب إعتقاده في الشيوعية والهندوسية والبوذية.
رأى ان المسيحية تضم الحياة الروحانية والشيوعية.. فتحول الى راهب.. فدرس لغات الكتاب المقدس.
ولكن بقي قلقاً يبحث عن ذلك الشيء المفقود في حياته.. حتى تعرف على أعمال الأم تيريزا التي كانت تساعد الفقراء والمرضى.. ووجدها مثالاً له في الحياة التي يريدها.. نسى المركز الأكاديمي وعثر على يسوع المسيح المصلوب.. في مساعدة الذين يعانون من الفقر المدقع والأمراض المنتشرة.. ورأى في يسوع المسيح الثورة التاريخية.. فأصبح مسيحياً مؤمناً بدون كنيسة.
إن المطران أدامز يتعامل مع الكتاب المقدس بصورة جدية جداً.. كان أبواه يريدان ان يشغل منصب بروفيسور في الجامعة ولكن حينما عرف يسوع باع كل ممتلكاته وأعطاها للفقراء.. وظن أبواه انه أصيب بلوثة عقلية.. والمسيح الذي إكتشفه يختلف عن المسيح الذي تتعبد له الكنائس التقليدية في الستينات والسبعينات من القرن الماضي حيث انها تعمل بدون الأعمال الاجتماعية الجادة.. فانه رجل يسوع المسيح وليس رجل الكنيسة التقليدية.
لذلك بدأ يجد هويته بالكنيسة في كنيسة المهاجرين التي تساعد الفقراء والطبقة الكادحة.. والمرضى مثلما كانت في الماضي.
درس اللاهوت في الجامعة اليسوعية وذهب الى دراسة لغات الكتاب المقدس القديمة في جامعة هارفرد وهي أفضل جامعة في العالم.. عمل محاضراً باللغة القبطية القديمة في جامعة سيدني.
لم تعينه الكنيسة كاهناً بسبب خلفياته الحياتية وبسبب رؤيته ان الخدمة الكنسية يجب ان تجرى باللغة الإنكليزية.. فرأى ان استراليا ليست هي المكان الذي يجب ان يخدم فيه.. لذلك عينه البطريرك كاهناً في أفريقيا.
بالفعل ذهب الى كينيا وأقام صفوفاً لحياكة الملابس للنساء.. ومدارس لتدريس الأطفال وإطعامهم.
خدم كذلك في نيروبي وإفتتح مدارس بتمويل من الجالية اليونانية في استراليا.. وقال إنني في أفريقيا من اجل مساعدة الناس وخلاصهم.. فبعد خدمة 9 سنوات في كينيا وسيراليون وليبيريا قال انه كان يتفشى فيها الفقر والمرض.. والنساء كن يعانين الاغتصاب وهن يحاولن إنقاذ أطفالهن من الجوع وضد إرسال الصبيان الى التجنيد الإجباري.. وأسس المساكن والمدارس في عدة دول إفريقية.
وحينما داهم فيروس إيبولا أفريقيا غادر أفريقيا معظم العاملين بإستثنائه.. وقال انه لو غادر أفريقيا فسيكون موقفه جباناً وخائناً.. وقد واجه الموت معهم.
عاش المطران عفيفاً أعزباً لا يمارس الجنس.. ويعيش في إستقلالية وليس له خطة.. ولا يدري كم سنة قد تبقى من عمره.. وسوف يبقى في أفريقيا للمساعدة والخدمة.. فقد عثر المطران أدامز على تعاليم يسوع لمساعدة الفقراء والمرضى والمعذبين. فإنه وجد الشيء الذي كان يبحث عنه في حياته المظلمة وهو تعاليم السيد يسوع المسيح المخلص للبشرية.