أنطوان القزي

لأول مرّة يخرج طرفان متخاصمان منتصرَين بعد توقيع اتفاق كان شبه مستحيل حتى ىالأمس القريب، فالبلدان أسرعا في الإتفاق عشية انتخابات رئاسية في لبنان ونيابية في إسرائيل؟.
الرئيس عون الذي تلقى اتصال تهنئة من بايدن قال:» إن بنود الاتفاق حافظت على حقوق لبنان في ثروته الطبيعية، وذلك في توقيت مهم بالنسبة إلى اللبنانيين”
أما رئيس وزراء إسرائيل يائير لبيد فقال «الاتفاق مع لبنان إنجاز تاريخي سيعزز أمن إسرائيل ويضخ المليارات في الاقتصاد الإسرائيلي ويضمن استقرار حدودنا الشمالية»، مضيفاً «سيتم عقد اجتماع للحكومة الأمنية المصغرة وللحكومة للموافقة على الاتفاق». وتحدثت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن توقعها بتوقيع الاتفاق في 20 تشرين الأول/أكتوبر الحالي بعد تذليل العقوبات.
من جانبه، اعتبر زعيم المعارضة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن الاتفاق «مصيدة» ينصبها كل من بايدن ولبيد في طريقه، عندما يفوز وينتخب مجدداً رئيساً للحكومة. ومع أن نتنياهو كان قد صرح مؤخراً بأنه في حال فوزه في الانتخابات وعاد إلى منصب رئيس الحكومة، فإنه لن يحترم الاتفاق مع لبنان، وأنه يدرك أن التراجع عن اتفاق كهذا سيشكل أزمة مع الإدارة الأميركية، وسيضر بمصالح إسرائيل ويثير الشكوك حول مصداقيتها كدولة لا تحترم الاتفاقيات، وأنه سيتعامل مع الإتفاق مثلما تعامل مع الإتفاقات السيئة في الماضي.
إذن بيبي مستنفر، وليس على لبنان إلا أن يصلّي لسقوط الليكود في الإنتخابات التي ستجري الشهر المقبل قبل التوقيع الرسمي على الإتفاق «المصيدة..
علماً أن كل أحزاب المعارضة وكل وسائل الأعلام في إسرائيل كانت تتطلع على سيرالمفاوضلت أولأ بأول، في حين أن هؤلاء في لبنان كانوا «متل الأطرش بالزفِّه»!؟. حتى أن مستشار وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر قال أمس الأول:» حزب الله والعونيون يفاوضون إسرائيل»؟.
ولا بد هنا من الأشارة الى ما قاله رئيس فسم التاريخ السابق في الجامعة اللبنانية الباحث والمؤرخ الدكتور خليفة: أن يتراجع لبنان إلى الخط 23 يعني أنّه يتخلى عن 1430 كلم2 فيها ثروات نفطية وغازية وحيوانيّة وهذا الأمر مناقض لمصالح الشعب اللبناني. وأكد خليفة أنّ أياً كان لا يستطيع التخلّي عن جزء من الأراضي اللبنانية بحسب الدستور وقانون العقوبات، معلناً أنّ قوى الشعب اللبناني وهيئات المجتمع المدني سترفع دعوى على كلّ من يبرزه التحقيق متخلياً عن مصالح لبنان وثرواته.
ويبقى أن حاجة أوروبا الملحّة الى الغاز ستطيح بكل هذه الإعتراضات؟.