ردت روسيا على استهداف «جسر القرم»، بقصف صاروخي عنيف طال العاصمة الأوكرانية كييف ومدناً أخرى، ما أوقع عشرة قتلى على الأقل وتسبب في جُرح نحو 60 آخرين، حسبما أعلنت الشرطة الأوكرانية.
وحسب وزارة الدفاع الأوكرانية، أطلق الجيش الروسي 83 صاروخاً على أوكرانيا بعد يومين من انفجار ألحق أضراراً بجسر استراتيجي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم ويشكل رمزاً لضم شبه الجزيرة الأوكرانية إلى روسيا. ولفت المصدر نفسه إلى أن الدفاعات الجوية الأوكرانية اعترضت 52 صاروخاً منها 43 صاروخ كروز.
وضربت الصواريخ تقاطعات ومتنزهات ومواقع سياحية مزدحمة وبنى تحتية في وسط كييف بكثافة لم تشهدها العاصمة الأوكرانية منذ أن حاولت القوات الروسية السيطرة عليها في وقت مبكر من الحرب، حسب «رويترز». كما وردت تقارير عن انفجارات في لفيف وترنوبل وزيتومير في غرب أوكرانيا، ودنيبرو وكريمنشوك في وسط البلاد، وزابوريجيا في الجنوب، وخاركيف في الشرق. وقال مسؤولون أوكرانيون إن عشرة أشخاص على الأقل قُتلوا وأُصيب العشرات، كما انقطعت الكهرباء عن مناطق واسعة من البلاد.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الهجمات التي وقعت في ساعة الذروة الاثنين، كانت تهدف إلى قتل الناس عن عمد. وكتب عبر تطبيق المراسلة «تليغرام»: «إنهم يحاولون تدميرنا ومحونا من على وجه الأرض… صفارات الإنذار لا تهدأ في جميع أنحاء أوكرانيا».
وقوبل القصف الروسي بإدانات من الغرب وتعهدات بالرد، خصوصاً من أوروبا والولايات المتحدة، فيما دعت الصين إلى «وقف التصعيد»، في حين جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تهديده بـ«التصعيد».
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان، إن بلاده «تُدين بشدة» الضربات الروسية التي أدت إلى «قتل وجرح مدنيين ودمّرت أهدافاً ليس لها أي غرض عسكري». وأضاف أنها «تُظهر مرة أخرى الوحشية المطلقة لحرب (الرئيس) بوتين غير الشرعية على الشعب الأوكراني».
وعدّت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الضربات على كييف ومدن أوكرانية أخرى، «خبيثة». وقالت في بيان: «أظهرت روسيا مرة أخرى للعالم ما تمثله.. إنه الإرهاب والوحشية. تجب محاسبة المسؤولين عن ذلك».
وفي بكين قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، في إفادة صحافية: «نأمل وقف التصعيد قريباً».
وأعلنت مولدوفيا أن صواريخ كروز أطلقتها روسيا على أوكرانيا عبرت مجالها الجوي، واستدعت سفير موسكو للحصول على توضيحات.
وفيما جدد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في اتصال مع زيلينسكي، موقف بلاده الداعي إلى ضرورة احترام سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، يزور رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان روسيا اليوم للقاء بوتين. وأوضحت الخارجية الإماراتية أن المباحثات ستتناول الأزمة الأوكرانيا، مشيرة إلى سعي الإمارات «للوصول إلى تحقيق نتائج إيجابية لخفض التصعيد العسكري والحد من التداعيات الإنسانية والتوصل إلى تسوية سياسية».