الدكتور العراقي سمير يوسف: إضطرت إبنتي الطبيبة أن تعود الى العراق بعدما استوفت كل الشروط في استراليا
الدكتور سمير جورجيس يوسف طبيب أطفال تخرج من كلية الطب في جامعة بغداد، هو من مواليد 1953 في كركوك – العراق، أمضى حياته في هذه المدينة حتى خروجه من العراق سنة 2010، تخللتها سنوات الدراسة الجامعية (1978- 1982).
بعد الدراسة الجامعية، عاد الى كركوك ليتدرب في المستشفيات قبل إلتحاقه بالخدمة العسكرية لفترة 5 سنوات.
سنة 1984 عاد الى كركوك طبيباً للأطفال حيث عمل في مستشفى الأطفال في المدينة ثم إلتحق بدراسة الإختصاص بين 1986- 1990 في مدينة الطب في بغداد.
سنة 1990 عاد الى كركوك كإختصاصي في طب الأطفال وكانت الأمور حتى ذلك الوقت هادئة.
وإبتداءً من سنة 2003 باتت الأمور الأمنية غير مستقرة، وسنة 2007 تقدم الى التقاعد من الدوام الرسمي الى الحكومي وتفرغ الى العمل من عيادته والتدريس في كلية الطب في كركوك التي تم إفتتاحها سنة 2007.
وفي الشهر الثاني سنة 2009 تعرض الدكتور يوسف الى عملية إختطاف على طريق عودته من العيادة الى المنزل، وأخذوه الى جهة لا يعرفها بعدما عصبوا عينيه وبقي هناك 29 يوماً في سرداب تحت الأرض، وقال الخاطفون انهم يريدون فدية معتقدين انه غني رغم انه قال لهم انه لا يملك المال لكنهم قالوا :»فلتدفع عنك الكنيسة» والمبلغ الذي طلبوه هو 500 ألف دولار أميركي.
وبعد تطويق الأميركيين للمنطقة التي كان معتقلاً فيها هرب الدكتور يوسف من الخاطفين الى ان دخلت قوات الشرطة العراقية وأفرجت عنه، وأخذوه الى المستشفى الذي مكث فيه 46 يوماً وهو يخضع للعلاج من الجروح التي أصيب بها لكثرة ما تعرض للضرب. وربطوه بالسلاسل حول عينيه وفي عنقه، وأصيب بالتقرح في أنحاء جسده وعصب يديه بسلاسل وكبلوه بشدة طول فترة الإختطاف.
ولدى خروجه من المستشفى خضع لعلاج طبيعي لفترة 6 أشهر.
بعدها بدأ الاستعداد للهجرة، فذهب الى أربيل حيث تدرس إبنته الطب في جامعتها في السنة الأخيرة.
بقي في أربيل 6 أشهر وفي الشهر الحادي عشر من سنة 2010 غادرها مع العائلة الى سوريا- دمشق. وفي سوريا قدم أوراق اللجوء الى مكتب الأمم المتحدة. وفي ذات الوقت كفل العائلة شقيق زوجته الموجود في استراليا، وبعد قبول كفالة الأخير سافرت العائلة ووصلت الى استراليا في 25/7/2012.
مكثت العائلة أول شهرين في منطقة ماونت درويت في منزل مستأجر من الدولة.
حاول دكتور يوسف ان يتابع إختصاصه أو تعديله فأعلموه انه يحتاج الى 5 سنوات لأنه تعديل إختصاص، فقال لهم (أنا عمري 60 عاماً وعند الإنتهاء أصبح في الخامسة والستين، الأفضل ألا أفعل ذلك). «علماً انه كان عليّ أن أدفع قسط الجامعة».
أشكر الحكومة الاسترالية التي وفرت لي مسكناً مع عائلتي لدى وصولنا الى استراليا ولكن يؤسفني أن أقول ان إبنتي الطبيبة عادلت شهادتها في الطب العام في استراليا وقدمت كل ما هو مطلوب منها من شهادات ومستندات ولكن حتى الآن لم يتم قبولها في أي مكان بحجة أن ليس لديها خبرة في استراليا، فما داموا يرفضونك في أي عمل، من أين تأتي بالخبرة؟!
إضطرت إبنتي الطبيبة في النهاية أن تعود في أيار الماضي الى السليمانية حيث تعمل في إختصاصها هناك.