في اعتراف غير مباشر بالتحديات التي تواجهها قواته في المناطق التي ضمتها مؤخراً، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده ستعمل على «استقرار» الوضع في المناطق الأربع التي ضمتها مؤخراً. كما وقّع بوتين قانون ضم المناطق الأربع بعد مصادقة البرلمان بمجلسيه عليه.
وتزامن ذلك، مع تأكيد الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أن القوات الروسية ستعمل على «استعادة بعض المناطق الواقعة على خطوط التماس». ومن دون أن يشير إلى الانتكاسة التي مُنيت بها روسيا وأسفرت عن انسحاب الجيش من مدينة ليمان وبعض المناطق على أطراف خيرسون، قال بيسكوف، إنه «ستتم إعادة بعض المناطق الواقعة على خط التماس في دونباس، وكذلك بعض مناطق منطقتي خيرسون وزابوروجيا».
وأقرّ الجيش الروسي بتراجع قواته ونشر خرائط للأراضي التي يسيطر عليها تظهر أن موسكو انسحبت من جزء كامل من شمال منطقة خيرسون، وكذلك من كل الضفة الشرقية لنهر أوسكيل. وفي الشمال الشرقي سمح الانسحاب من خاركيف للقوات الأوكرانية من نقل المعارك جنوباً ومواصلة التقدم شرقاً نحو مدينة سفاتوفي في إقليم لوغانسك.
في غضون ذلك، تزايدت التحذيرات الروسية من انخراط واشنطن المحتمل في صراع مباشر مع روسيا. وقال بيسكوف، إن «تصريحات البنتاغون بشأن قدرة منظومات الصواريخ الأميركية (هيمارس) على توجيه ضربات لأهداف في شبه جزيرة القرم تؤكد تورط الولايات المتحدة في الصراع بين روسيا وأوكرانيا». وأضاف أن «مثل هذه التصريحات تمثل تأكيداً على انخراط الولايات المتحدة في الصراع؛ مما يخلق وضعاً خطيراً للغاية».
وقال سفير روسيا لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف، إن قرار واشنطن إرسال مزيد من المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا يشكل تهديداً لمصالح موسكو ويزيد من خطر اندلاع صدام عسكري بين روسيا والغرب.
ومساء أمس كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» عن أن الولايات المتحدة تعتقد أن الحكومة الأوكرانية تقف بالفعل وراء الانفجار الذي وقع في موسكو خلال أغسطس (آب) الماضي وأودى بحياة داريا دوغين، ابنة ألكسندر دوغين؛ المفكر القومي الروسي القريب من الرئيس بوتين. ونقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم إنهم لم يكونوا على علم بعملية التفجير قبل وقوعها وإلا كانوا عارضوها لو جرت استشارتهم.