عكس احتشاد عشرات الآلاف في شوارع لندن وتسمّر الملايين حول العالم وراء شاشات التلفزيون، أمس الاول ، احتضاناً بريطانيّاً ودولياً للنعش والعرش.
وحظيت الملكة إليزابيث الثانية بجنازة تاريخية، شارك فيها مئات الزعماء والقادة والمسؤولين، وتوّجت فترة حداد وطني استمرت 10 أيام. وشارك البريطانيون في الجنازة الرسمية والشعبية الأضخم في تاريخ المملكة المتحدة، بالصمت والدموع تارة، والتصفيق تارة أخرى، وتابعوا نقل نعش الملكة من كاتدرائية وستمنستر إلى مثواها الأخير في قلعة وندسور إلى الغرب من لندن، حيث دفنت بجانب والديها وزوجها الأمير فيليب.
وفي عملية أمنية هي الكبرى في تاريخ العاصمة البريطانية، نُقل نعش الملكة الراحلة ملفوفاً بالراية الملكية، ويعتليه تاج الإمبراطورية، من قاعة وستمنستر إلى الكاتدرائية على متن عربة مدفع، هي نفسها التي حملت نعوش الملكة فيكتوريا والملك جورج السادس ورئيس الحكومة الأسبق وينستون تشرشل.
وشهد التأبين مراسم حملت لمسات الملكة الراحلة، من اختيار الترانيم والمقطوعات الموسيقية التي رافقت الموكب الجنائزي، إلى الترتيبات البروتوكولية التي سبقت دفنها في وندسور. وبقيادة ملك بريطانيا الجديد تشارلز الثالث، شارك أبناء الملكة وأحفادها في المراسم، وساروا وراء الموكب الجنائزي في جميع تحركاته.
وحضر 2000 معزّ الجنازة الرسمية، كان بينهم 500 من رؤساء الدول والملوك والأمراء ومسؤولون رفيعون يمثلون نحو 200 دولة. وشارك نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبد العزيز، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء السعودي، في مراسم العزاء الرسمية. ونقل وزير الدولة السعودي تعازي خادم الحرمين الشريفين والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، إلى الملك تشارلز الثالث.
كما حضر المراسم الرؤساء الأميركي جو بايدن، والفرنسي إيمانويل ماكرون، والألماني فرانك – والتر شتاينماير، وإمبراطور اليابان ناروهيتو، وممثلون عن العائلات الملكية الأوروبية في إسبانيا وبلجيكا والدنمارك والسويد والنرويج.
ومع انتهاء فترة الحداد الوطني، تطوي بريطانيا صفحة أطول ملوكها جلوساً على العرش، لتُستأنف الحياة السياسية اليوم على خلفية تحديات اقتصادية غير مسبوقة.