أنطوان القزي

ليس مطمئناً أن يترأس وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال القاضي بسام مولوي اجتماعا لمجلس الأمن الداخلي المركزي، “لإقرار خطة أمنية مستدامة لطرابلس بشكل خاص والتي من شأنها أن تحفظ أمن أهلها وأحيائها”. لمعالجة ذيول سرقة محل خليوي في المدينة سرعان ما تحوّل الى استنفار مذهبي بين “الجبل” والتبانة ، إذ صودف أن الضحايا الأربعة كانوا من الجانبين!.

وليس بريئاً أن يتم قطع طريق جبل محسن في طرابلس احتجاجاً على توقيف عدد من شبان المنطقة منذ أيام عدّة من قبل الجيش، على خلفية إشكال قد وقع في باب التبانة.

وليس بريئاً أن ينشر رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب تغريدة عبر حسابه على تويتر، محذّرا اللبنانيين من “مرحلة جديدة وخطيرة”، وجاء في التغريدة:

“العصابة التي حكمت لبنان منذ ثلاثين عاماً تستعد للعودة . فلنستعد لمرحلة جديدة وخطيرة. لا أرى حلاً إلا الجيش.”

وليس بريئا أن يصدر رئيس بلدية جونية جوان حبيش بيان تعليقاً على مسألة عدم السماح بإجراء مباراة لكرة القدم في ملعب مجمع فؤاد شهاب الرياضي، يوم الاحد المقبل، ونقلها الى ملعب المرداشية في زغرتا ويقول:

“لم تكن يوماً جونية الا ساحة وطنية لكل اللبنانيين وكل المحبين من مختلف المشارب والتوجهات الفكرية والسياسية والدينية تحت مظلة الانفتاح والتلاقي والحوار وفي عمق كل الحضارات في مختلف المجالات التربوية والثقافية والرياضية. 
ان مجمع فؤاد شهاب الرياضي في جونية هو مثالاً حيّاً وفاعلاً عن المؤسسات التي تلعب هذا الدور الوطني الكبير.
لا عجب ان فرّقتنا السياسة، ولكن العجب ان لا تجمعنا الرياضة. كلنا نهوى الالعاب والنوادي والابطال والتنافس في الرياضة، والمنشآت الرياضية هي ملك الجميع، ما الجدوى من تحطيمها ؟ وما الجدوى من شتم الآخرين؟ وهل نسكت عن التكسير مراراً وتكراراً؟
لن نسمح بذلك، ويجب تنقية الجماهير من هؤلاء المشاغبين المفتنين، ونتّكل بذلك على الجمهور نفسه وعلى ادارات النوادي الواعية على مصلحة الرياضة والرياضيين لتبقى الرياضة في لبنان فعلاً تربية واخلاق.