نشرت مجلة «تايم» الأميركية مقالا للكاتبة آمي غونيا، قالت فيه؛ إن وفاة الملكة إليزابيث قد تعزز حركات المطالبة بالجمهورية في رابطة الدول التابعة للتاج البريطاني (الكومنولث).
وأضافت في المقال أن وفاة الملكة إليزابيث الثانية أدى إلى تدفق مشاعر الحزن حول العالم، لكن في الكثير من الأماكن، فنهاية عهدها يثير أسئلة حول ما يحمله المستقبل. وهناك عدد من الدول التي اعترفت بالملكة الراحلة كرأس الدولة لها، بمن فيها كندا ونيوزلندا وأستراليا وبيليز وجامايكا وتوفالو وبابو نيوغيني وجزائر سولومون. ومن المتوقع أن تشعل وفاتها النقاش حول ما إن كان خليفتها الملك تشارلز الثالث يجب أن يواصل أداء دورها ويستحق أن يكون رأس الدولة فيها، وسط أصوات تتعالى مطالبة بالتغيير.
وكتب زعيم حزب الخضر في أستراليا آدم باندت تغريدة عزا فيها بوفاة الملكة مضيفا: «على أستراليا التحرك للأمام الآن» و «نحن بحاجة لمعاهدة مع الشعوب الوطنية الأولى ونريد أن نصبح جمهورية».
وقالت كيتي بيكلز، أستاذة التاريخ بجامعة كانتبري في نيوزلندا: «مع تراجع أهمية الملكية في المجتمع، فقد تمسكت أماكن مثل نيوزلندا بها لأن شعبها حمل احتراما شديدا للملكة». وقالت إن «الملك تشارلز وزوجته كاميلا، من المحتمل ألا يكون لهما الجاذبية نفسها».
وعلقت سيندي ماكريري، أستاذة التاريخ بجامعة سيدني والمتخصصة بالملكية والاستعمار، أن المشاعر الجمهورية ستتزايد قائلة: «أعتقد الآن أن رحيل الملكة سيمنح الجمهوريين في استراليا مساحة واسعة للحديث وبشكل مفتوح عن المستقبل الدستوري وتحضير الطريق أمام الجمهورية». وفي بعض البلاد زادت المشاعر المعادية للملكية بالترادف مع حركات العدالة العرقية، مما جلب التفكير المعادي للاستعمار والحوار بشأن حقوق السكان الأصليين للتيار الرئيس.
وواجه دوق ودوقة كامبريدج سلسلة من الاحتجاجات في أثناء رحلة إلى الكاريبي في آذار/ مارس، حيث طالبت جماعات اعتذارا وتعويضات عن دور بريطانيا في العبودية. وقرر الأمير ويليام وزوجته كيت زيارة لمزرعة كاكاو في أول توقف لهما في بيليز نظرا للاحتجاجات. وقبل زيارتهما لجمايكا قامت جماعات مناصرة بنشر رسالة وقعها أكثر من 100 زعيم وجاء فيها: «خلال سبعين من جلوسها على العرش، لم تفعل جدتك أي شيء للتكفير عن معاناة أجدادنا والتي حدثت في أثناء عهدها و/أو الفترة الكاملة لتجارة بريطانيا بالأفارقة والتصنيع والإستعمار».
وبحسب ماكريري: «فدول الكاريبي تحديدا، التي عانت من إرث مؤلم من العبودية البريطانية في الماضي، فأعتقد أنها ستكون على الأرجح من الدول التي ستختار التحول للجمهورية». وفي حزيران/يونيو، قالت مستشارة الرئيس الجامايكي للشؤون الدستورية مارلين مالاهو فورت؛ إن عملية التحول للجمهورية بدأت بشكل «رسمي». وأصبحت باربادوس التي أطلق عليها مرة «إنكلترا الصغيرة» جمهورية في نهاية عام 2021.
ولم تقدم الحركة الجمهورية الأسترالية التي تريد استبدال الملك أو الملكة برئيس للجمهورية أي تعليق، لكنها قالت في بيان بعد وفاة الملكة؛ إن هناك فرصة سياسية. وقال زعيم الحركة بيتر فيتزسيمون: «من الأرجح أننا لن نرى ملكا يحظى باحترام أو بإعجاب الشعب الأسترالي مرة أخرى».
وفي حزيران/يونيو 2022 عينت أستراليا مات ثيسلويت، المناصر السابق للجمهورية كأول مساعد للجمهورية من أجل الإشراف على التحول المحتمل للبلد. وأخبرت صحيفة «سيدني مورنينغ هيرالد» «لدينا هذه الفرصة الاستثنائية بنهاية عهد الملكة، ولكي نضع الأسس حتى نكون جاهزين عندما يحدث هذا في المستقبل، ونمضي في الحملة وفرصة لخلق أمة مستقلة».
وفي عام 2016، قال زعيم حزب العمال النيوزلندي أندرو ليتل: «نهاية عهد الملكة الحالية سيكون وقتا جيدا لمناقشة الترتيبات الدستورية. فهل نريد أن يكون رئيسنا في لندن؟ أم إننا نريد فعل شيء آخر والوقوف على أقدامنا؟».
وقالت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن في عام 2021؛ إنها تؤمن بتحول البلاد إلى جمهورية في حياتها. وقال عضو البرلمان النيوزلندي رويري ويتيتي والمؤسس المشارك لحزب ماوري في تغريدة يوم الجمعة: «هناك فراغ كبير» حدث بوفاة الملكة، وسيكون سببا في الحوار. وقال جمهوري نيوزلندي رفض الكشف عن اسمه لمجلة تايم؛ إن «هناك حنينا قويا للملكة، لكن ليس لابنها أو أحفادها». وقالت ماكريري: «أعتقد أن هذه لحظة مهمة عندما سيفتح النقاش حول التحول للجمهورية». و «أعتقد أنه كان هناك حس كبير من ضبط النفس خلال عهد الملكة».