أنطوان القزي

يقولون عنه ( بارومتر) السياسة اللبنانية، وأنه يمتلك «أنتينات» استشعار عن بُعد.
ويقولون أن كتلته النيابية هي بيضة قبّان كل العهود.
منهم من يسمّيه ملك التكويع.. وعلى غرارطبق اليوم وحكمة اليوم، باتوا يسألون ما هي تكويعة اليوم؟.
صار مضرب مثل بالتقلبات منذ أن ورث الزعامة عن والده.
فسنة 1990، قال أن اتفاق الطائف هدفه الفتنة في لبنان وهو الحل السليم، كنا وستبقى نعارض هذا الإتفاق.
في 13 أيار سنة 2006 قال: وحده الطائف هو الذي يحمي لبنان وهو ضمانة سلام واستقرار هذه الوطن.
في 14 آب 2006 قال:المعركة حُسمت وانتصر «حزب الله» لأن إسرائيل لم تستطع أن تحقّق أياً من أهدافها.
في أول كانون الأول سنة 2007 قال: عن أي انتصار يتحدثون .. لقد دمروا البلد بحربهم هذه.هذا نموذج صغير في سلسلة تقلبات وليد جنبلاط التي يسمّيها حلفاؤه «إعادة تمزضع».
وبعيداً عن المواقف السياسية وبصرف النظر عن مكان كل تموضعاته ، يبقى وليد جنبلاط بشهادة خصومه قبل مؤيديه، هو أول من يستشعر حركة الرياح في لبنان والشرق.وبالعودة الى نحو نصف قرن مضى، كان وليد جنبلاط أقل الخاسرين بين الأطراف اللبنانيين الذين تعرّضوا تباعاً للإنتكاسات.
عند الصباح يمتدح الروس في كليمنصو، وعند الظهر يستقبل السفير الأميركي في المختارة..
منذ أسابيع، رأى أن «حزب الله» لا يؤمن بالحوار، ومنذ أيام قال أنه سيلتقي قيادات في «الحزب» لبحث أمور في البلد تسهّل أمور المواطنين.
من الحركة الوطنية، الى الإدارة المدنية، الى 8 آذار ثمّ 14 آذار، بقي وليد كنبلاط يثمتلك البوصلة.
هو الوحيد الذي فطن للعبة الأميركية التي تحيّر الحلفاء قبل الأعداء، ولأنه قارئ جيّد ومراقب محنّك استطاع أن يستفيد من سياسة الولايات المتحدة في العالم التي رغم تقلّباتها بقيت واشنطن اللاعب الأكبر على الساحة الدولية.
وليد جنبلاط، خصماً أو حليفاً، راقِبوه جيّداً: سيقترب من «الحزب» لأن قضية استحراج الغاز اقتربت، وسيهادن السوريين لأن مؤتمر فيينا يحرز تقدماً جدياً مع ايران مع الإحتفاظ بخيط رفيع من الودّ مع جماعة 14 آذار السابقين.
بارومترالمختارة وجد من الأفضل أن يقف في خندق حلفائه السابقين عشية انتخابات الرئاسة اللبنانية.؟!
لاحظ وليد بك أن الأميركيين هم أكثر من يتقلّب وهم دائماً رابحون؟!.
فهل يستمر في تسجيل الأرباح؟!.