اطلقت رئيسة معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي لمياء المبيّض في حديقة دارة محسن سليم كتابها الأول «ليلى: أو معنى أن تكون في غير بيتِك» الصادر عن «دار الجديد»، وفيه تروي «أم علي»، والدة الكاتبة، محطّات من حياتها تخللتها أحداث تاريخيّة وسياسيّة جرت منتصف القرن العشرين وطبعت ضيعتها الغبيري، في ساحل المتن الجنوبي الذي بات يُعرف بـ»الضاحية الجنوبيّة لبيروت».
تبدأ الرواية بحسب المبيّض»من أحد أحياء العاصمة بيروت الذي هُجِّرت إليه ليلى بفعل حرب تموز الاسرائيليّة على لبنان عام 2006»، فتُطلع القارئ على أسرار حيّ هو أيضا ينبض بالاحداث التاريخيّة، لتنتقل منه إلى ذكرياتها في ساحل المتن الجنوبي، واصفة بعاطفة وصدق تفاصيل الحياة اليوميّة والعلاقات الاجتماعيّة في منطقة عاشت فيها عائلات المسلمين الشيعة والسنة والمسيحيين معا زمنا طويلا وشكلت نسيجها المميّز».
وأوضحت المبيّض أن «القصص العائليّة تتداخل مع أحداث بارزة كالحرب العالميّة الأولى التي تأثرت بها منطقتها وعائلاتها، وصولا إلى الثورة البيضاء التي شهدها لبنان عام 1952، واستقالة أوّل رئيس للجمهوريّة في لبنان الشيخ بشارة الخوري، وانتخاب الرئيس كميل شمعون، ومن ثم حرب 1958 التي اعتبرها المؤرخون الحرب الصغرى التي مهّدت للحرب اللبنانيّة (1975-1990)».
وشرحت المبيّض أن «محور هذه الأحداث هو النائب الإصلاحي عبد الله الحاج، خال ليلى»، صاحب الافكار التشريعيّة والسياسيّة والاجتماعيّة الرفضيّة، والذي تثير قصّته قضايا تتعلق «بمفهوم المواطنة وسهولة التقوقع الطائفي وصعوبة الإصلاح الاقتصادي والسياسي والمالي».
تعتبر الكاتبة أن «تغييبه عن الذاكرة السياسيّة للبنان (…) فِعْل اغتيال معنوي» لشخصية من الطائفة الشيعيّة، كانت ممن «تشبثوا بلبنانيّتهم، وتحدّوا نظام المحاصصة السياسيّة والغنائم الماديّة». وهو يندرج في إطار «إلغاء النماذج الخارجة عن التقليد الطائفي أو السياسي» كامثال النائب السابق محسن سليم وابنه لقمان، وكلّها شخصيّات امتهنت، كلّ على طريقتها، رفض الواقع، وسعت إلى تحسينه.
وتتناول ليلى «تأثير التربيّة العلمانيّة التي حصّلها خالها في الجامعة الاميركيّة في بيروت ومن ثم في جامعة كولومبيا في الولايات المتّحدة الاميركيّة، وتجربته في عراق الملك فيصل، على تكوين ثقافته السياسيّة وتوجهه العلماني وشخصيّته القياديّة الجريئة التي سمحت له باختراق الطوق الطائفي، والفوز بالانتخابات النيابيّة مرة عام 1951 عن قضاء بعبدا، ومرة أخرى عام 1953 عن العاصمة بيروت».
ذكّرت المبيّض بأن «عبدالله الحاج الذي وقف في البرلمان فاضحا الفساد، مسائلا الحكومات والرؤساء حول إدارة المال العام -مال الشعب، مطالبا بتعديل الدستور والغاء النظام الطائفي والسماح بالزواج المدني الاختياري» غاب عن الذاكرة السياسيّة للبنان»، وتغييبه بالنسبة للكاتبة ووالدتها هو «فعل اغتيال معنوي».
تخللت الاحتفال كلمات لمدير كليّة العلوم في الجامعة اللبنانيّة سابقاً الدكتور ابراهيم الحاج، خال المؤلفة، ومدير معهد العلوم السياسيّة في جامعة القديس يوسف كريم بيطار، والكاتبة دومينيك إدّه، والمحامي محمد مطر، ومديرة «دار الجديد» رشا سليم،
يذكر أن الكتاب متاح عبر موقع «دار الجديد» بالمجّان وعبر «أبجد» و»أمازون» و»نيل وفرات».