أنطوان القزي

تحت عنوان «عاشق الكتب» كتب الزميل في «التلعراف» هاني الترك ما يلي :عام ١٩٩٢ أصدرت كتابي بالعربية الذي يحمل عنوان الفلسطينيون في استراليا.. وذلك قبل ان أصدر الطبعة الأولى بالإنكليزية.. والطبعة الثانية المنقحة بالإنكليزية ايضاَ.
في حفل ترفيهي موسيقي راقص أقيم للجالية الفلسطينية والعربية وضعت عدة كتب على بوابة القاعة.. وقلت يمكن اخذ نسخة ووضع خمس دولارات ثمناً لها.
جاءت راقصة.. وانكب عليها المحتفلون يسكبون النقود الورقية في صدرها ومؤخرتها وهي في ملابس الرقص.. وجمعت مبلغاً محترماً من المال.
وفي حتام السهرة، اكتشفت أنه لم يشترِ أي شخص أي كتاب.. وشهادة للتاريخ اخذ شخص واحد نسخة ولم يدفع ثمنها.. وثار دمي غضباً.. وايقنت ان عدونا الأول هو الجهل».
.. أقول لصديقي هاني، لا تزعل، فقد قرأتُ منذ 18 سنة ما يلي:
قبل ان يجف تراب قبر أمير موناكو، اصدرت منشورات «دو روشيه» كتابا عنه بقلم الكاتب الفرنسي جان لوكار، يتطرق الى سبعة قرون من حكم آل غريمالدي للامارة الأصغر على سواحل المتوسط، ويقدم حصيلة بحكم آخر امرائها الذي فارق الحياة بعد ان أدار دفة الأمور فيها لأكثر من نصف قرن.
ويكشف الكتاب ان المسؤولين في وزارة الخارجية الفرنسية أخطأوا في تقديرهم لشخصية الأمير رينيه غداة توليه الحكم في موناكو. وجاء في وثيقة عنه محفوظة في ارشيف الوزارة انه «ضعيف، أرعن، عاجز عن فرض نفسه في المنصب». لكن الأمير خيب كل التوقعات السلبية لمنجمي الدبلوماسية الفرنسية.
ويروي الكتاب حكاية ليّ الذراع، التي كانت موناكو مسرحا لها في الخمسينات من القرن الماضي، بين أميرها رينيه من جهة وبين الثري اليوناني ارسطو اوناسيس. فقد فعل هذا الأخير المستحيل لكي يضع يده على شركة المقتنيات البحرية في موناكو وفيها المكتبة الكبرى التي تضم كتباً ومقتنيات نادرة، لكن الأمير وقف له بالمرصاد، ورفض ان تنتقل ملكيتها الى اوناسيس، قائلا له: «تستطيع ان تشتري كل شيء بفلوسك إلا الثقافة». وقد حاول الملياردير اليوناني ان يسد شيئا من هذا العجز، فيما بعد، باقترانه من جاكلين، أرملة الرئيس الاميركي الأسبق جون كينيدي، وان يدخل الى مجتمعات النخبة بصحبتها. اما أمير موناكو فقد تزوج من اميركية شهيرة أخرى، هي الممثلة غريس كيلي التي فتحت ابواب الامارة أمام زملائها من الفنانين والسينمائيين.
عنوان كتاب جان لوكار «صاحب السمو رينيه الثالث وموناكو».
فلا تزعل يا صديقي صاحب السمو هاني، من لا يستحق الكتاب، لا يقتنيه، واراك الآن توجّه تحية الى الامير رينيه؟!.