الكاتب والباحث: منير الحردول -المملكة المغربية
إذا كانت العنصرية في معناها العام، تعني الاقصاء الممنهج، واحتقار الآخر بحكم جنسه أو دينه أو لغته أو عرقه.بل هي أخطر وأعمق بكثير.
فعنصرية الأفكار المتطرفة تسعى لتدمير قيم المساواة والتعايش بين أبناء الجنس البشري بشكل عام ، وأبناء الوطن الواحد بشكل خاص.
فعالم جهل الحقيقة يشهد على تنامي بيئة منغلقة تنتقم من كل شيء، وذلك باسم الحق في الوجود وكأنها ميتة.
هذا الإنغلاق، تزكيه أفكار متطرفة تعمل على اهانة ماضي بعض القبائل والأجناس والشعوب، واتهام الهويات التاريخية بالقصور وغير ذلك، وذلك بالشروع في تمجيد بعض الأحداث الجاهلية غير الموثوقة علميا، من خلال النبش في مآسي تاريخية عارضة، بغية الركوب عليها، واستغلالها بهدف خلق القلاقل داخل المجتمعات، وكل ذلك رغبة في تحقيق أغراض انتهازية مدمرة للوحدة المتنوعة، المتأصلة في شيء اسمه احترام وتقبل التعايش مع الخلاف والاختلاف، بسلاسة بعيدة عن الكراهة النفسية البغيضة والمدمرة للسلامتين العضوية النفسية، والاجتماعية الاقتصادية.
فحاليا، تروج بعض الأفكار ممن يدعون أنهم حماة تاريخ الهوية، ناسين أنهم بهذا يحاولون طمس حق العيش للجميع.
فأصبح التنوع عندهم يتهم بالتخلف، فيحتقرون أمجاد الماضي عند الكثير من الأجناس والشعوب، فهذا الماضي البشري هو الذي أنقذ ابكثيرين من الجهل والعبودية وعبادة الشجر والحجر وهول السحر المخيف، الذي رسمته لهم مختلف أنواع الخرافات والخزعبلات في أذهانهم ونفوسهم الحاقدة على مصطلح تنوع الخلق الذي أراده الخالق لهذا الكون العظيم اللغز!
فالعنصرية ، تجهد في زرع الريبة في النفوس والقلوب، بحيث تسعى إلى تعميق النفور بين الثقافات، من خلال تكريس الفتنة بين الأفراد والتجمعات السكانية، والتراث المشترك، المتنوع القوي بقوة صدق حامليه.
فبعض الجماعات العنصرية المفبركة من قبل أعداء وحدة سلامة البشرية، تستغل الظروف الاجتماعية والاقتصادية، والتي قد تكون صعبة ومتأزمة للهجوم على على ثقافات بعينها لغاية في نفس يعقوب!
فهؤلاء يلعبون بالنار، ومن يلعب بالنار فعاجلا أم آجلا سيكوى بها. لأن التاريخ لا يصنع بالاقصاء والفكر العنصري الحاقد المتطرف.
لذا، حب الخير للجميع، يقتضي تقوية أواصر الأخوة الإنسانية، والاجماع على المشترك، بهدف الحفاظ على وحدة الضمير، الضمير الذي يقبل بالتعايش بن مختلف مكونات الأبعاد الثقافية والهوياتية وهكذا دواليك..
ومن تم نقول ونؤكد أننا في هذا العام المترامي الأطراف، علينا أن نتعلم كيفية العيش كمجموعة واحدة، وإلا سنهلك جميعا كالأغبياء في عالم سريع التطور.
فالعنصرية غبية وحاملوها أغبياء، لأن حاملوها يجهلون قيمة الانسان عند الله.
وما القتل، والقتل المضاد، والاعتداء على الغير، وحب الهيمنة، واستعباد البشر، ومحاولة التوسع على حساب أرض الآخر، واحتقار الناس، انطلاقا من اللون أو الدين أو اللغة أو الأصل، أو الوضع الاجتماعي الاقتصادي، او رفض فكرة المساواة بمفهومها الواقعي الطبيعي، إلا دليل على أن هناك من يزكي عنصرية الأفكار المتطرفة!