أنطوان القزي
صباح الجمعة الماضي وأنا اتابع برنامج «توداي» على القناة التاسعة كعادتي،استوقفتي كلام غريب من زعيم المعارضة الفيدرالية بيتر داتون، وهو يردّ على نائب رئيس الحكومة ريتشارد مارلزالذي قال ان حكومة الإئتلاف السابقة لم تفعل شيئاً في السنوات الأخيرة لمعالجة قضية الغاز والكهرباء وما وصلنا اليه اليوم يؤكد ذلك، ليردّ عليه داتون:» إنها مشكلتكم، أنتم في الحكم الآن فعالجوها»؟!. هل هذا كلام رجل مسؤول يسعى أن يكون يوماً رئيساً للوزراء ويصف العمال بأنهم لا يجيدون الحكم».
معقول من زعيم المعارضة الذي بقي الحكم عشر سنوات أن يرمي المصائب على العمال الذين تسلّموا الحكم منذ عدة أيام.
فالواقع يسأل وليس نحن:» لما يهددوننا بانقطاع الكهرباء، ولماذا يطلبون من المواطنين التقنين قدر الإمكان، ولماذا برزت فجأة أزمة الغاز ولماذا ارتفعت الأسعار بشكل جنوني خاصة الكهرباء والوقود، ولماذا ازداد الإرباك في النطام الصحي وسير عمل المستشفيات؟!.
أنا لم أكن يوماً من مناصري أنطوني ألبانيزي ولا من مُحبّي سياسته، لكن أسلوب الإئتلاف في الإستكبار و في رمي كرة النار على العمال بغير وجه حق جعلاني أتعاطف مع هذا الرجل، إذ يبدو أن المعارضة الأحرارية تعتمد سياسة التعمية الغريبة عن تاريخها، فها هي نائبة زعيم المعارضة الفيدرالية سوزان لي (الصورة) تقفز فجاة الى الواجهة وتطل هذه المرّة من منطقة آلبوري على حدود فيكتوريا مع نيوساوث ويلز، لتطالب بتحسين الخدمات الطبية للمنطقة و»ان المواطنين يحتاجون الى عناية صحية جيّدة». لتلاقيها النائبة الفيدرالية المستقلة هيلين هينو ممثلة مقعد اندي القريب بتوجيه دعوة الى وزير الصحة الفيدرالي الجديد مارك بتلر لزيارة المنطقة ليطلع بنفسه على التحديات التي يواجهها السكان؟!.. علماً أنه “ما صرلو بالقصر أكتر من مبارح العصر”؟!.
منذ، تأسيس الإتحاد الفيدرالي الأسترالي مطلع القرن الماضي، كان كلما فاز الإئتلاف كان الأستراليون يقولون:» جاء الأحرار ليصلحوا ما خرّبه العمال»: فهل تغيّر المشهد ليصبح العكس هو الصحيح؟!.
عيب يا أحرار، هذه ليست شيمكم ، فاستلحقوا أنفسكم لأنكم مع بيترداتون لن تحصدوا أكثر مما حصدتموه في انتخابات أيار مايوالماضي؟!.